الجمعة الواحد والثلاثون / الخامس من شعبان 1434هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الحادية والثلاثين ( 31 ) من عام ( 1434 ) وتوافق 1434 / 8 / 5

( القلائد من فرائد الفوائد  )

 كتيب لطيف صغير الحجم جم الفائدة جمعه الدكتور : مصطفى السباعي  طبعه المكتب الإسلامي  وكان في الأصل بابا من أبواب مجلة ( حضارة الإسلام ) الصادرة من دمشق وذكر المؤلف سببا لإقبال القراء على هذا الباب أسرع من غيره فقال : ( ولعل سر إقبال القراء عليه وحفاوتهم به ، أنه متنوع الفائدة ، طلي المادة ، مزجت فيه الحكمة والأدب ، وضمت فيه الطرائف والمُلَح إلى عيون من مسائل التفسير والحديث والفقه والعقيدة وغيرها من علوم الشريعة ولم يخل من عبرة تاريخية ، أو أثر أدبي  ، أو بحث لُغوي  مما تناثر في بطون الكتب وأمهات المراجع )  .

ومن مليح طريفه : ما ذكره عن كتاب شرح لامية العجم للطغرائي *  بتصرف يسير :

أبو الحارث حِمْيَر كانت له فِراسه ومن ذلك أنه أنشد بين يديه قول العباس بن الأحنف :  

قلبي إلى ما ضرني داعي    يكثر أسقامي وأوجاعي

كيف احتراسي من عدوي إذا   كان عدوي بين أضلاعي

إن دام بي هجرك مع كل ذا   يوشك أن ينعاني الناعي

فقال : هذا  رجل جائع يصف جارية طباخة مليحة

فقيل له : من أين لك هذا ؟

قال : لأنه بدأ فقال : قلبي إلى ما ضرني داعي  ، وكذا الإنسان تدعوه شهوته وقلبه إلى ما يضره من الطعام والشراب فيأكل فتكثر عليه أوجاعه .  وهذا تعريض  ثم صرح فقال : كيف احتراسي …. إلخ

وليس للإنسان عدو بين أضلاعه إلا معدته ، فهي تتلف ماله وهي سبب أسقامه  ومفتاح كل بلاء عليه .

ثم قال : إن دام هجرك … الخ  ، فعلمت أن الجارية الطباخة كانت خليلته فهجرته ففقدها وفقد الطعام ، ولو دام عليه لمات جوعا ونعي  . أ . هـ

  • قال أبو حكيم : اللاميات قصائد مشهورة في الشعر العربي  بل خصت بكتب جمعت القصائد اللامية فقط

  • ومن أشهرها لامية العرب للشنفرى الأذي وقد أوصى عمر رضي الله عنه بتحفيظها للأولاد ( علموهم لامية الرعب فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق ) ، ولامية العجم للطغرائي   وهما موجودتان على اليوتيوب لمن أراد سمعهما وحفظهما .

والله تعالى أجل وأعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اترك تعليقاً