الجمعة الاولى / الثالث من محرم لعام 1437هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثالثة و الخمسين بعد المائة (153) في تعداد الجمع ، وهي الأولى ( 1) في عام (1437هـ ) وتوافق (1437 /1 /2 ) بحسب الرؤية ، وفي التقويم اليوم الثالث

الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات  ، ( التفسير والمفسرون ، بحث تفصيلي نشأة التفسير وتطوره ، وألوانه ومذاهبه ، مع عرض شامل لأشهر المفسرين ، وتحليل كامل لأهم كتب التفسير ، من عصر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا الحاضر .

المؤلف الشيخ الدكتور (  محمد بن حسين الذهبي المصري ) المقتول غدرا بعد خطفه في عام (1398 هـ  1977 م ) وكثيرون يُرجعون  سبب موته – رحمه الله –  إلى جماعة (شكري مصطفى – التكفير والهجرة – ) كما يسميها الإعلام  أما هي فقد سمت نفسها : ( جماعة المسلمين ) – اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه .

هذا الكتاب تقدم به الشيخ (الذهبي) لنيل درجة الدكتورة  عام ( 1946م ) من كلية أصول الدين في جامعة الأزهر  وأصبح بعد طبعه في مجلدين وأكثر طبعاته ثلاث مجلدات من أهم المراجع العلمية في التفسير .

كتب (عبدالرحمن الشهري )  في ( ملتقى أهل التفسير)  : (يعد الكتاب بحق من الكتب الهامة جداً في المكتبة القرآنية ، فقد كان ظهوره حدثاً علمياً كبيراً عند العلماء ، أشاد به العديد منهم حينذاك في الصحف والمجلات ، وكتب عنه الكثير. والقارئ لهذا الكتاب يعيش في عالم المفسرين من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى العصر الحديث ، ينتقل بين مناهجهم وكتبهم وطرائقهم وطرائفهم والمآخذ عليهم.
وقد اعتذر المؤلف رحمه الله في خاتمة كتابه أنه قد اختصر الحديث اختصاراً ، وأن الموضوعات التي تعرض لها تستحق أن تبحث بشكل منفصل ، لتنال حظها من البحث والنقد والتمحيص ، وقد تحقق كثير من ذلك في حياته وبعد وفاته رحمه الله ، وغفر لنا وله.

وأنصح إخواني طلاب العلم بالعناية بهذا الكتاب ، والنظر إليه بعين الإنصاف ، ومراعاة الوقت الذي ألف فيه الكتاب قبل أكثر من ستين سنة من اليوم ، حيث كان أغلب الكتب مخطوطاً ، واليوم قد تهيأت كثير من الأمور ، وتقدم البحث العلمي ولله الحمد كثيراً.  ) .

ومما كتبه الشهري عن الكتاب : 

  • أنه يعد أول دراسة شاملة لمناهج عدد كبير من المفسرين ، حيث لم يسبقه أحد في هذا العلم ، والفضل للمتقدم كما قال الأول! ولذلك فقد نفدت طبعته الأولى في أسابيع معدودة من طباعته.

    2- أنه درس مناهج كتب عديدة لم تطبع في ذلك الوقت ، وقد كان لهذا فائدة كبيرة ولا زال.

    3- أنه قد خرج من تحت عباءة هذا الكتاب عدد كبير من الرسائل العلمية ، فقد أفردت بعد ذلك رسائل عديدة لمناهج المفسرين الذين أشار إليهم في كتابه ، وبعض تلك الدراسات كانت تحت إشراف الدكتور الذهبي رحمه الله .

قال أبو حكيم : ومن ميزات هذا الكتاب أنه تكلم عن تفاسير الفرق المنحرفة  وإن كان – رحمه الله – بشر من البشر يخطئ ويصيب فمن الملاحظات عليه ما قاله الشهري : (الزيدية ، وقد مثل لتفاسير الزيدية بتفسير الشوكاني رحمه الله (فتح القدير). وهو من أهل السنة والجماعة ، وقد انتقد الزيدية ورد عليهم كثيراً ، وربما دفع الشيخ محمد الذهبي إلى ذلك كون (الشوكاني)  نشأ في بيئة زيدية.
وقد كتب الدكتور ( محمد الغماري ) كتاباً في منهج (الشوكاني) في التفسير بعنوان (الإمام الشوكاني مفسراً) وطبعت هذه الرسالة في (دار الشروق عام 1401هـ ) . وقد انتفع بكتاب الذهبي. وناقش الذهبي في كثير من المسائل مما يتعلق بتفسير الشوكاني.

  • قال أبو حكيم : ومن الفوائد التي أنتقيها لكم من الكتاب قال الذهبي في المجلد الأول من ص ( 64 وما بعدها : ( أشهر المفسرين من الصحابة عشرة  (الخلفاء االراشدون الأربعة وأكثرهم علي رضي الله عنهم ، 5. عبدالله بن عباس .  6 . عبدالله بن مسعود  أبي بن كعب   وهؤلاء الأربعة من أكثر الصحابة تفسيرا .   8. زيد بن ثابت  .  9. أبو موسى الأشعري .   10 . عبدالله بن الزبير .  رضي الله عنهم .

  • ومن ناحية أكثر الصحابة تفسيرا فكما أسلفنا فهم ( الأربعة ) أولهم وأكثرهم تفسيرا ابن عباس

  • ثم عبدالله بن مسعود

  • ثم علي بن أبي طالب .

  • ثم أبي بن كعب رضي الله عنهم أجمعين .

وعدم ذكر غيرهم لا يعني أنه لا تفسير لهم ولكنه قليل .

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

اترك تعليقاً