الجمعة السابعة والعشرين / الحادية عشر من رجب 1435هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثامنة و السبعين ( 78 ) في تعداد الجمع ، والجمعة السابعة والعشرين ( 27 ) من عام 1435 هـ وتوافق (1435 / 7 / 11 ) بحسب التقويم .

أيها المحترمون : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جمعتنا هذه سوف نقضيها مع نبضات ( شريف شحاتة ) في كتيبه ( حين تصفو القلوب ) طبعته دار بن الجوزي ،وقد أوكلهم لطباعة كتبه كما رقمه على صفحة الكتاب الأولى ( ومن أراد معرفة المزيد عنه ( أي شريف )  فلديه صفحة في الفيس بوك … )

جعل المؤلف الكتاب على شكل جرعات ( الأولى :حين صفو القلوب ، والجرعة الثانية : ضباب يحجب الرؤية ، والثالثة : دقات الوصول وروشتة عملية ، والجرعة الرابعة :اقطف الثمرات ووقع الصفقات والجرعة الأخيرة : أنات ..نداءات .. استغاثات ) .  

وقال : فهذا الكتاب قد يكون نذيرا ينبه …

وهذا الكتاب قد يكون نارا تلفت …

وقال في ص 99 :  النبضة الثامنة والعشرون : وثيقة انضمام : يقول صاحب المدارج ( قال أبو حكيم : يقصد مدارج السالكين في منازل إياك نعبد وإياك نستعين للنطاسي ، البيطار ،أس القلوب ابن قيم الجوزية رحمه الله)

الجود عشر مرات ومنها : الجود بالعرض ، كجود أبي ضمضم من الصحابة كان إذا أصبح قال : ( اللهم لا مال لي أتصدق به على الناس وقد تصدقت بعرضي ، فمن شتمنى أو قذفني فهو في حل …

قال أبو حكيم : ( حكم السب والقذف للمؤمنين وكذا الغيبة والنميمة حرام ، ولو أباح الإنسان عرضه فقد سلمت من حقه وتبعته ، ويؤجر هو إن شاء الله ، ولكن بقي حق الله في التزام أمره ، والوقوف عند حده فتنبه ) .

ثم قال المؤلف : ومعن بن زائدة انضم للعائلة : ( قال أبو حكيم : معن أمير العرب من أمراء متولي العراقين ( عراق العرب : العراق اليوم ، وعراق العجم : إيران اليوم  ) يزيد بن عمر بن هبيرة الأمير الأموي ولما ولي العباسيون الخلافة جد في طلبه المنصور ولمعن في هذا حكاية في تخفيه …)

ولمعن ( الأمير ) قصة مع أعرابي يرويها أهل الأدب بألفاظ هذه أحدها :

زعموا أن أبا جعفر المنصور ولاه اليمن  فتذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن وحلمه وسعة صدره وكرمه وبالغو في ذلك وكان من بينهم أعرابي أخذ على نفسه أن يغضبه  ، فأنكروا عليه ذلك ووعدوه ( 100 ) بعير  إن أغضب معن  .

فعمد الأعرابي إلى بعير فسلخه وارتدى جلده وجعل ظاهره باطن و باطنه ظاهر و دخل على معن ولم يسلم وأنشأ  يقول:

أتذكر إذ لحافك جلد شاة

وإذ نعلاك من جلد البعير

قال معن : أذكرذلك أيها الأعرابي  ولا أنساه  ، و الحمد لله. فقال الأعرابي:

فسبحان الذي أعطاك ملكا

وعلمك الجلوس على السرير

فقال معن : إن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء. فقال الأعرابي:

فلست مسلما ماعشت دهرا

على معن بتسليم الأمير

فقال معن : السلام خير ، وليس في تركه ضير. فقال الأعرابي:

سأرحل عن بلاد أنت فيها

ولو جار الزمان على الفقير

فقال معن : إن جاورتنا فمرحبا بالإقامة وإن جاوزتنا فمصحوبا بالسلامة . فقال الأعرابي:

فجد لي يا بن ناقصة بمال

 فإني قد عزمت على المسير

فقال معن : أعطوه ألف دينار تخفف عنه مشاق الأسفار فأخذها وقال:

 قليل ما أتيت به و إني

لأطمع منك في المال الكثير

فقد آتاك الله الملك عفوا

بلا علم و لا عقل منير

فقال معن أعطوه ألفا ثانية ليكون عنا راضيا فتقدم الأعرابي إليه وقال:

سألت الله أن يبقيك دهرا

فما لك في البرية من نظيرِ

فمنك الجود و الإفضال حقا

وفيض يديك كالبحر الغزير

فقال معن : أعطيناه لهجونا ألفين ، فأعطوه لمديحنا أربعة ، فقال الأعرابي:  بأبي أيها الأمير ونفسي فأنت نسيج وحدك في الحلم ، ونادرة دهرك في الجود ،  فقد كنت في صفاتك بين مصدق و مكذب ، فلما بلوتك صغّر الخُبر الخَبر ، وأذهب ضعف الشك قوة اليقين ، وما بعثني على مافعلت إلا( 100 ) بعير جعلت لي على إغضابك فقال له الأمير: لا تثريب عليك فوصى له ب( 200 ) بعير (100) للرهان و( 100)  له فانصرف الأعرابي داعيا له باكيا  ، فقال له معن : ما يبكيك ؟

قال : تذكرت أن مثلك يموت ..

قال أبو حكيم : ( لا تحكم قواعد النقد الحديثية على قصص الأدب وحكايات الأدباء إنما هي قصص قيلت للعبرة وللممالحة والتفكه وأنس الإخوان …)

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

اترك تعليقاً