الجمعة التاسعة والثلاثين / الثامن من شوال لعام 1436هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الحادية والأربعين بعد المائة (141 ) في تعداد الجمع ، والجمعة التاسعة والثلاثين ( 39 ) من عام 1436 هـ وتوافق ( 1436/10 /8 هـ ) بحسب الرؤية والتقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  

في يوم السبت ( 24 – 9 -1436 ) عشاء صُلي صلاة الجنازة على الشيخ ( خليفة البطاح الخزي – رحمه الله – ) في مدينة ( الرس – القصيم )  وقد ورد في الأثر ( اذكروا محاسن موتاكم ) وحسنه بعضهم لشواهده ، ومن هذا المنطلق  كان لي موقف مع هذا الشيخ رحمه الله عام ( 1415 هـ ) وبالتحديد يومي السبت والأحد ( 22 /صفر   و 23 / صفر  ) وذلك أننا كنا في ( المركز الصيفي صار يسمى بعد النادي الصيفي ) فطلب الشباب فيه دورة علمية عن ( مذاهب فكرية معاصرة ) فاتصلت على مكتب الدعوة برياض الخبراء –  لعدم وجود مكتب في الخبراء وقتها – ، وعرضت عليهم الأمر فرشحوا لنا (الشيخ خليفة ) – رحمه الله – ونسقوا معه ووافق على أن تكون الدورة لمدة يومين من الساعة ( الثامنة إلى العاشرة ) ، ويكون مكانها جامع العجلان بالخبراء ، وأخبرت الأخوة بما تم ، وبالموعد قبل عدة أيام  .

ولما كان اليوم المحدد السبت ( 22 / 2 / 1415 )  كنت في المسجد في السابعة والنصف وجاء الأخ مسجل ( مكتب الدعوة ) ( ومع الأسف لا أذكر اسمه – غفر الله له وجزاه الله خيرا ) للتسجيل الصوتي للدورة ، وجهز اللقطة والمسجل  ، ولما كانت الساعة الثامنة إلا ربعا حضر الشيخ وأدى تحية المسجد وأخذ مصحفا يقرأ ينتظر المستفيدين لعدم وجود غيرنا ، ولما صارت الثامنة ودقائق  ولم يكن ثمة غيرنا   ، وقال الشيخ – رحمه الله –  نستعين بالله ونبدأ ، محافظة على الوقت وبدأ – رحمه الله – ونثر كنانته العلمية المليئة بكل خير ، على مسامع العبد الفقير ومسجل الدورة وبدأت أكتب معه حتى أنهينا اليوم الأول

( وكنت أضمرت في نفسي أنه لن يحضر من الغد واستحييت أن أسأله ، وتكلمت مع مسجل الدورة فقال في الغد سنحضر ونجهز الصوتيات فإن جاء الشيخ وإلا لا عتب عليه)  ، ولما صار الغد جاء الشيخ في الوقت واستمر بالدورة وإن كان اليوم الثاني أفضل حيث شاركنا الأخ الكريم ( رشيد بن عبدالله العبودي ) استجابة لعتبي على الأخوة مساءا في المركز الصيفي لعدم حضورهم ، استمر الشيخ في محاضرته الممتعة حتى نهايتها ولم أشعر معه – رحمه الله – مللا في طرحه العميق   أو استصغارا وتقليلا لشأننا من قِبله  فقد كنا اثنان ثم ثلاثة ،  وكنت وقتها في المستوى الثالث في كلية الدعوة والإعلام جامعة الإمام بالرياض ، والأخ مسجل الدورة  وفي اليوم الثاني الأستاذ رشيد وكان وقتها معلما في سنواته الأولى .

وهنا وقفات :

الأولى : موقفه رحمه الله مع قلة عدد الحضور ( اثنان في اليوم الأول وثلاثة في اليوم الثاني ) ومع ذلك ألقى دورته بكل همة ونشاط ولم يلمح مجرد تلميح إلى قلة الحضور .

الثانية : ذكرت هذا لما توفي رحمه الله من باب الذكر الحسن له فقد كان المربي الفاضل ولعل دعوة خير تصيبه  من أحد القراء ينفعه الله بها فهذا من حقه علينا .

الثالثة :  لقائل أن يقول من أين لك هذا ؟ وكيف انفردت به  ولم يذكره أحد غيرك !! ، فأقول  : هذا من فضل الله أن أكرمني بثني ركبتي عنده لمدة يومين أحدهما منفردا مع مسجل الدورة  والآخر مشاركا للأخ رشيد ، وفوائد دورته مسجلة عندي في دفتر ولن تجدوها عند غيري مسجلة ورقيا إلا نسخة صوتية  ، في مكتب الدعوة برياض الخبراء  ، وقد رأيت شريطيها في عام ( 1416 هـ ) حين كنت أقوم ببحث  للكلية عن مكاتب الدعوة ونشاطها .

الرابعة : فوائد من دورته رحمه الله :

1 . المذاهب الفكرية المعاصرة المسيطرة على الأرض منافسة للإسلام ليس بقوتها إنما بسيطرتها وفرضها على أبناء المسلمين مباشرة أو من خلال الأذناب .

2 .المسميات مختلفة ولكن كلها ( حلقة مفرغة ) تلتقي على الكفر بالله ومحارب دينه وإبطال الدين الصحيح

3.البروستناتية ( فرقة نصرانية ) نشأت في القرن ( 15 / 16 ) في ألمانيا أولا ، وسيطرت في منتصف القرن (17 ) بانتشارها في بريطانيا وهولندا .

4 . التيار العلماني أيد البروستناتية  لأنها تعطيه حرية أكثر ، حيث كان للبروستناتية رأي في الدين يتمثل في ترجمة الإنجيل إلى اللغات الشعبية أو ما يسمى ب ( شعبية الدين ) .

5 . الثورة الفرنسية ضد الملك لويس السادس عشر ، ترجمة عملية لكره الناس للكنيسة ولهم كلمة مشهورة  ( اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس ). وما كان من تحريف للدين يعطي بعض المبررات لثورة الغرب ضد الدين ، حيث نشرت الكنيسة الخرافة والفساد العريض بل إن بعض البابوات اشتهروا بالفساد الخلقي حتى أن (الاسكندر السادس بورجيا ) اتهم زيادة على الزنا أنه زنى بابنته !! .

  1. كانت بلاد النصارى في حيرة ولكن التراث الحقدي الكبير جعل وصول الإسلام لهؤلاء الحيارى ضعيفا كما أنه في القرن ( 17 ) كانت زعيمة الإسلام الدولة العثمانية وكانت زاوية الانحراف كبيرة فلم تمثل الإسلام حقيقة .

  2. شخصيتان في نفس العصر كان لهما دور في بذر العلمانية وإبعاد الشريعة ( محمد على باشا والي مصر ومحمود الثاني العثماني ) ، في عهد محمد علي نشأت المحاكم التجارية كنموذج من إزاحة الشريعة ، وكان لها دور كبير في إدخال المفاهيم الغربية ومنها العلمانية ليس ظهورا كبيرا وإنما البداية والبذرة .

8 . (حسن العطار) اختاره (محمد على) لمشيخة الأزهر لما ضيق على علماء الأزهر مثل ( أحمد مكرم ) ، وكان العطار مائلا للغربيين وقد أفتى بجواز الغناء وهو الذي اختار ( رفاعة طهطاوي ) للذهاب في بعثة لفرنسا حيث ذهب عام ( 1826  وعاد  ( 1831 م )  ، ذهب كشيخ للبعثة فكان من أشد المتأثرين بالثقافة الغربية وترك لنا كتبا من أشهرها ( تخليص الإبريز في تلخيص باريز ) .

  1. (عبدالرحمن الجبرتي ) مؤرخ مصري دقيق ذكر مدى صدمة المصريين من الحملة الفرنسية على مصر صدمة علمية وخلقية ، حيث كان يجرى علماء فرنسا التجارب أمام علماء الأزهر ، كما تأثرت نساء المسلمين بأخلاق الفرنسيات حتى أن بنت شيخ الطريقة ( الرفاعية الصوفية ) ( البكري ) وقد كسر ظهر ابنته أمام الناس غسلا للعار لما لبست القصير ومارست الفاحشة مع الفرنسيين ( كما روى الجبرتي ) .

ولعلي أكمل الفوائد في الجمعة القادمة إن شاء الله تعالى .

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً