الجمعة الرابعة والعشرين / الحادي والعشرين من جمادي الثاني لعام 1436هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة السادسة والعشرين بعد المائة (126) في تعداد الجمع ، والجمعة الرابعة و العشرين (24 ) من عام 1436 هـ وتوافق ( 21 / 6/ 1436 هـ ) بحسب التقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

  دكتور : ( أيمن أسعد عبده )  من كلية الطب بجامعة الملك سعود ، وضع لمسة جميلة ، وأضاف إضافة ( في رأيي ) مميزة  في المكتبة العربية حيث -جزاه الله خيرا – وضع كتابا سماه ( التغيير من الداخل تأملات في عادات النجاح السبع ) ، نشرته : (  وهج الحياة للإعلام ) وبين يدي (الطبعة السادسة بدون تاريخ )  ، وبحسب تصريح مكتبة الملك فهد الوطنية فالطبعة الأولى كانت عام ( 1428 هـ )  وطبع بصفحات من القطع المتوسط ، بلغ عددها بالفهارس ( 249 صفحة ) .

يذكر ( الدكتور أيمن ):  أنه استفاد هذا الكتاب ( العادات السبع )  من ( الدكتور أحمد البراء الأميري ) ، في سنته الأولى في الجامعة ،

قال أبو حكيم : وهكذا إذا وفقك الله تعالى وجعل لك أثرا في الحياة ، تفرح به وتراه بعينيك – فالحمد والشكر لك يا رب .

حيث أهدى ( الدكتور الأميري  ) نسخة من الكتاب ( للطالب أيمن )  فقرأه بنهم ولكنه قال : ( ولكني لم أجد فيها ما كان يصفه لنا أستاذنا الأميري من العمق والتأثير !  ، أحسست أنها عبارة عن قواعد مكرورة نعرفها من قبل ، وأنه ليس فيها كثير تجديد أو كبير إبداع ، وكان ( الدكتور الأميري ) من المعجبين بهذه العادات ولا يزال ، ولكن فهمه لها واستشهاده بها أشعرني بأن هناك مستوى آخر من الفهم والوعي بهذه العادات ، لا يمكن أن يصل إليه المرء من خلال قراءة عبارة أو تفكير سريع .

مطور هذه العادات السبع وهي بحسب ترجمتها العربية ( 1 – كن مبادرا . 2 – ابدأ والنهاية في ذهنك . 3 – ضع الأول أولا . 4 – فكر بعقلية : اربح ويربح الآخرون . 5 – احرص على أن تفهم أولا .. ثم تُفهم الآخرين . 6 – التعاون الإنمائي . 7 . اشحذ المنشار ) ( ستيفن كوفي ) اكاديمي أمريكي    متخصص في علم النفس – ( ماجستير من هارفارد ودكتوراة من جامعة يانغ ) ، وهو من أشهر الكتاب المعاصرين في تطوير الذات ، نشر هذا الكتاب أول مرة ( 1989 ) وهو من طائفة ( المورمينز) النصرانية المتدينة ، ويعيش حياته كلها وفقا لتعاليمها .

قال الدكتور أيمن : لا أنوي في هذه الورقات أن أقوم بدعاية لهذه العادات ، ولا أرغب أن أسهم في تمجيد مؤلفها ، ليس هذا من أهدافي أبدا …  وفي نفس الوقت أنا لا أدعي أن عادات النجاح انحصرت في هذه السبع أو غيرها ، فللنجاح عادات كثيرة ، ولكن هذه العادات شعرت بأنها تتميز عن غيرها من الأطروحات والقواعد والعادات بميزات ، خصوصا أني أمضيت شطرا كبيرا من عمري أفكر في هذه العادات السبع بخاصة ، ومن هذه الميزات :

  • أنها عالمية ، بل تعبير المؤلف كوفي ( إنها كونية ) : ويعني بهذا التعبير أنها فطرية .

  • منطقية مبدئية بعيدة عن الجدل والتشكيك .

  • متحققة ومنطقية على جميع مناحي الحياة .

  • مكونة لنواحي الإنسان ( الروح والعقل والجسد ) .

  • بها وحدة وتتابع وتكامل . فالعادات الثلاث الأولى ( المذكورة سلفا )  متعلقة بالإنسان وعلاقته بنفسه ، والثلاث التي بعدها متعلقة بعلاقة الإنسان بغيره ، والعادة الأخيرة ( اشحذ المنشار ) مدعمة لكل العادات الست الأخرى .

  • على بساطتها لم تأت من فراغ بل أمضى مقررها سنوات في دراسة عادات النجاح .

  • لاقت قبولا كبير من الناس فقد بيع من هذا الكتاب بنسخته الإنجليزية ( أكثر من عشرة ملايين نسخة ) ، وترجم إلى ( 28 ) لغة ، منها العربية .

ويهدف الدكتور أيمن في الكلام عن هذا الكتاب إلى :

  • الإسهام في نشر هذه العادات للأشخاص الأكثر فاعلية بين قراء العربية .

  • ترسيخ مبدأ الانفتاح على الثقافات الأخرى .

  • أن في هذه العادات تفعيل جميل لمعاني إسلامية خالصة .

الدكتور أيمن في كل عادة وضع تطبيقات عملية  عليها من خلال سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم – ، والصحابة الكرام – رضي الله عنهم – ،  ولم يستوعب كل النصوص الشرعية حولها ،  بل اقتصر على أقربها دلالة رغم وجود نصوص شرعية كثيرة .

قال أبو حكيم وأختم بمعنى العادة كما قالها الدكتور أيمن : ( فالعادة لها ثلاث مكونات أو عناصر : معرفي ، وسلوكي ، ونفسي )

فالمعرفي : هو أن تعرف ما ينبغي لك عمله من الناحية النظرية ( ماذا تفعل ؟ ولماذا تفعل ؟ ) .

والسلوكي :  هو أن تعرف كيف تؤدي هذا العمل ( كيف تفعل ؟ ) ، وتتقن المهارة اللازمة لإنجازه على أفضل وجه .

والنفسي : أن يكون لديك الرغبة العميقة لعمل هذا الشيء ، والحماس  المستمر لعمله مرارا وتكرارا ( تريد أن تفعل ) .

فحتى يصير سلوك ما عادة ، فلا بد أن تتوفر فيه هذه العناصر الثلاث .

المؤلف ( د. كوفي ) ، لم يسمها المعاني أو الأفكار السبع لأنه يعرف أن  معظم الناس مقتنعون بهذه المعاني ومدركون لها ، ولكن التحدي الكبير هو : تحويلها إلى واقع في حياتهم على المدى البعيد وتطويرها إلى عادات .

كتاب جميل ، أعتقد أن تناوله على فترات ، وفي تأمل ، ومشاركة أسرية يضف شيئا جميلا ورائعا وعادات حسنة في حياتنا. 

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً