ومن الباب العِيد: كلُّ يومِ مَجْمَعٍ. واشتقاقُه قد ذكره الخليل من عاد يَعُود، كأنَّهم عادُوا إليه. ويمكن أن يقال لأنَّه يعود كلَّ عامٍ. وهذا عندنا أصحُّ. وقال غيره، وهو قريب من المعنيين: إنّه سمِّي عيداً لأنَّهم قد اعتادوه …
قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط ** : والعِيد بالكسر ما اعتادك من هم أو مرض أو حزن ونحوه ، وكل يوم فيه جمع ، وعيَّدوا : شهدوه ….
قال أبو حكيم : وقد ذكر ابن منظور ( الهم والحزن ) ، ولم أشأ أن أبدأ به لفرح العيد ، وإنما ذكرته هنا للعلم والفائدة .
ومن باب إتمام الفائدة أقول : إن أبا البقاء العكبري قد شرح ديوان المتنبي *** ومما جاء فيه شرحه لقصيدة المتنبي :
عيدٌ بأيةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ …. بما مضى أم بأمر فيك تجديد
قال أبو حكيم : ولن أخبركم أن غرضها الهجاء حتى لا نفسد العيد وفرحته …
قال العكبري : العيد : واحد الأعياد ، وإنما جمع بالياء وأصله الواو ، للزومها في الواحد .
وقيل : للفرق بينه وبين أعواد الخشب . وعيَّدوا : شهدوا العيد ، وهو من عاد يعود ، لأنه يعود في العام مرتين .
وأصل العيد ما اعتادك من هم وغيره ، قال : فالقلب يعتادُها من حُبِّهَا عِيْدُ
وقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي :
أمسى بأسماءَ هذا القلبُ معمودا … إذا أقولُ صحا يعتادُه عِيدا
أجرِي على مَوْعِدٍ منها فتُخلِفُني …. فلا أَمَلُّ ولا تُوَفِّي المواعيدا … ا.هـ
وأقول : جعل الله أيامكم أعيادا ، وكل عام وأنتم بكل الخير تنعمون …
*لسان العرب للعلامة أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن نظور الأفريقي المصري المجلد الثالث ( عود ) ص ( 318 ) , الطبعة الثالثة لدار صادر ( 1414 ) .
** القاموس المحيط للعلامة اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروآبادي المتوفى سنة ( 817 هـ ) ص ( 386 ) من الطبعة الثانية لمؤسسة الرسالة ( 1407 ) .
*** ديوان أبي الطيب المتنبي بشرح أبي البقاء العكبري المسمى بالتبيان في شرح الديوان، طبعة دار المعرفة مجلد واحد في جزئين ، والنقل من ( ص 39 ) الجزء الثاني ، القصيدة ( 86 والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.