الجمعة السابعة والأربعين / الثاني من ذي الحجة 1435هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثامنة و التسعين ( 98 ) في تعداد الجمع ، والجمعة السابعة والأربعين ( 47 ) من عام 1435 هـ وتوافق (1435 / 12 / 2 ) بحسب الرؤية ، والتقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الأكارم  ( عمر بن سليمان الأشقر ) – رحمه الله – ( فلسطيني ولد عام ( 1940م) وخرج من فلسطين ابن ثلاث عشرة سنة إلى المملكة العربية السعودية ودرس إلى الثانوية في المدينة المنورة  ، ودرس الجامعة ( كلية الشريعة ) في الإمام بالرياض ثم عمل أمينا في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة ورحل للكويت عام ( 1965 م) ودرس من هناك الماجستير والدكتورة في الأزهر  كلية الشريعة  ، ودرّس في جامعة الكويت في كلية الشريعة وعام ( 1990 م) ثم خرج للأردن وعين محاضرا في جامعة الأردن وبعدُ عميدا لكلية الشريعة في الزرقاء ، ثم تفرغ للبحث  حتى وافته منيته في العاصمة الأردنية عمان في عام ( 2012 م ) في العشر الأخيرة من رمضان عام ( 1433 هـ)( قال أبو حكيم)  : وقد عمل الدكتور السنيدي معه لقاءا في برنامجه ( صفحات من حياتي ) .

للأشقر – رحمه الله –  كتاب لطيف جمع فيه فوائد كفوائد هذه الجمع أسماه ( جولة في رياض العلماء وأحداث الحياة ) وقد ألفه قديما ( 1402 هـ ) وبين يدي الطبعة الخامسة ( 1418 هـ ) من دار النفائس في الكويت ، ضُمن جملة صالحة من الفوائد والفرائد  انتقيت منها التالية:  وهي كما ذكر في الهامش مذكورة في (البداية والنهاية لابن كثير-  رحمه الله -)

في ص ( 159 ) : لو فهمتها لألفيت لها في قلبك كلوما . –

قال أبو حكيم -( الكلوم : الجروح )

( كان ميمون بن مهران من أجل علماء التابعين وزهادهم وعبادهم وأئمتهم وكان إمام أهل الجزيرة  ( قال أبو حكيم :  ولد ميمون في عام 40 هـ  وتوفي في عام ( 116 أو 117 هـ)  والجزيرة يقصد بها الجزيرة الفراتية أو جزيرة ابن عمر  وهي ما بين دجلة والفرات في بلاد العراق ألبسها الله لباس الأمن والدعة ورفع لواء السنة فيها كما كانت )

حدث ابنه عمر أنه خرج به يقوده في بعض سكك المدينة ، فمر بجدول فلم يستطع الشيخ الوالد أن يتخطى الجدول لكبر سنه وضعفه ، فاضطجع الابن فمر الوالد على ظهره ، ثم قام فأخذ بيد أبيه ، وقصدا منزل الحسن البصري ، فطرقا الباب ، فخرجت لهما جارية صغيرة في السادسة من عمرها ، فقالت : من هذا ؟ فقلت : هذا ميمون بن مهران أراد لقاء الحسن ، فقالت : كاتب عمر بن عبدالعزيز ؟ قلت لها : نعم ، قالت : يا شقي ، وما بقاؤك إلى هذا الزمان السوء  ؟ قال : فبكى الشيخ ، فسمع الحسن بكاءه فخرج إليه فتعانقا ، ثم دخلا ، فقال ميمون : يا أبا سعيد ، إني قد  آنست من قلبي غلظة ، فاستكن لي منه ، فقرأ الحسن ( أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون )  من سورة الشعراء ( 205- 207 )

فسقط الشيخ  ( قال أبو حكيم : أي الحسن رحمه الله  ) مغشيا عليه ، فرأيته يفحص برجله ، كما تفحص الشاة إذا ذبحت ، فأقام طويلا ، ثم جاءت الجارية فقالت : أتعبتم الشيخ ، قوموا تفرقوا ، فأخذت بيد أبي ، فخرجت فقلت : يا أبت هذا الحسن ؟ قال : نعم . فقلت : قد كنت أحسب في نفسي أنه أكبر من هذا ؟ قال : فوكز في صدري وكزة ، ثم قال : يا بني قد قرأ علينا آية لو فهمتها بقلبك لألفيت لها كلوما ) .  ا.هـ

ومن أراد الزيادة فعليه بجولة في كتاب الجولة .

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً