من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثلاثمائة وواحدة ( 301) في تعداد الجمع ، و الثامنة والأربعين (48) في عام ( 1439هـ ) وتوافق ( 6/ 12 / 1439 هـ ) بحسب الرؤية .
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
كنت قرأت مثلا نسبوه للعم سام يقول : لا تحكم على الكتاب من عنوانه ، وبما أن العبد الفقير لم يطبق هذا المثل على بعض كتبه فقد وقع لي حكم على كتاب من عنوانه ، وإذا علمتم العنوان لعلكم تعذرون : ( رحلات اسحاق الأقدم ، أو اليهودي المتجول تاريخية أدبية علمية
خيالية في عادات أمم العالم ( معربة عن اللغة الفرنسية بتصرف ) ، ثم قالوا على طرة الكتاب : السلسلة الثانية : تحقيق أدب الرحلات (2 ) ، بقلم عبده الشامي ، مركز التراث الثقافي المغربي بالدار البيضاء وطبعته دار ابن حزم بلبنان).
فما رأيكم ؟!
أخذته مستبشرا به ، ثم أمضيت يوم أمس في قرأته … فما أدري أوراء الأكمة ما وراءها من معاني المعلومات والإشارات التي لم يفهمها العبد الفقير … أم هو حديث لا زمام له ولا خطام ، وتبدأ القصة من أرض فرنسا ( في أي زمن ؟! ) بشابين على الطريق يحتسيان نبيذا يريان شيخا طاعنا في السن يغذ السير مستعجلا ، فيستمهلاه ويطلبانه الجلوس والراحة ومشاركتهما شرابهما ، ومن هنا يبدأ الرجل
حديثه مع اعتذاره عن الجلوس لأنه محرم عليه الجلوس أو البقاء في مكان واحد لمدة ثلاثة أيام لنحسه ولعقوبته ! ، كما أن دخوله البلد يجر الويلات عليه ( وليس هذا بمطرد… ولا أعرف لماذا ؟ ) ، ويذكر أن سبب نحسه وطرده من رحمة الله والحكم عليه بتطواف البلاد ( فحتى حينه طاف العالم عشرين مرة …) أن المسيح ( عليه الصلاة والسلام ) طلب منه ماء يروي عطشه فلم يسقه ، فطلب الجلوس على مصطبة داره ليستريح ، فرفض طلبه وأبعده ، فحلت عليه النقمة … وطرد من الرحمة فلا موت ولا راحة ، ولا قبول لتوبته ؟!!!

ولكن بما أن القدير سبحانه لطيف حيث أوجد الذهب تحت كومة التراب ، وحبات القمح – قوام العالم – إنما تخرج من أكوام ( التبن )- في وجه العدو – فقد وجدت في هامش هذا الكتاب إشارة إلى الرحلة العياشية ( أبو سالم عبدالله بن محمد العياشي ) من المغرب الإسلامي ( من سجلماسة ) ، وقد قام برحلة للمشرق الإسلامي للحج ووصف في طريقه ما رآه في تونس وطرابلس ” ليبيا ” ومصر ، ومكة والمدينة التي بقي فيها سبعة أشهر ، والقدس ومدن فلسطين … وكانت الرحلة لعامين من ( 1661 – 1663 م ) ، وبالهجري بداية الرحلة من شهر بيع الثاني عام ( 1072 ) … فأنزلتها من النت في مجلدين من طبعة دار السويدي في الإمارات واطلعت عليها ،
