الجمعة الرابعة والاربعين / العاشر من ذي القعدة 1435هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الخامسة و التسعين ( 95 ) في تعداد الجمع ، والجمعة الرابعة والأربعين ( 44 ) من عام 1435 هـ وتوافق (1435 / 11 / 10 ) بحسب الرؤية ، والتقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( ياقوت الحموي ت 626 هـ ) له كتاب طبقت شهرته الأفاق وهو ( معجم البلدان ) قال د . يوسف بن عبدالعزيز الحميدي : وهو موسوعة علمية ألفت في القرن السابع الهجري ، ضمت بين طياتها ألوانا مختلفة من الفنون الجغرافية ، والأدبية ، والتاريخية ، والحضارية ، مما جعله مرجعا لكثير من الباحثين في التاريخ الإسلامي ، وعلى الرغم من شهرة الكتاب وتعدد طبعاته وإقبال الدارسين على تناول بعض جوانبه فإن هناك جانبا مهما من كتاب ( معجم البلدان ) لم يحظ بحقه من العناية والاهتمام ، وهو (المادة التاريخية ) التي ضمها الكتاب ، إذ تكشف عن شخصية مؤلفه ياقوت الحموي  وطريقته في إراد المادة التاريخية .

من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة ، إذ تسلط الضوء على هذا الجانب عند ياقوت الحموي .

قال أبو حكيم : يقصد بالدراسة ما قام به ( أي )  الدكتور ( يوسف بن عبدالعزيز الحميدي ) في كتابه ( ياقوت الحموي مؤرخا من خلال كتابه معجم البلدان ) . وجاء في مقدمة الكتاب : ( موارد ياقوت في السيرة والتاريخ على ستة أصناف ( كتب التاريخ و السير  والفتوح ، كتب التراجم والطبقات ، كتب الحديث ، كتب البلدان والرحلات والرسائل ، كتب اللغة والأدب ، مشاهداته ورحلاته وتميزه بالدقة في الملاحظة والمعاناة التي حصلت له في بعض أسفاره ) .

ومما قاله المؤلف د. يوسف : المبحث الثالث ( نقده للأخبار التاريخية )ص 228 : ( وحينما عرّف بمدينة الإسكندرية لخص ما ذكره المؤرخون فأشار إلى بانيها وهو ( الإسكندر بن فيلفوس الرومي ) وسرد طرفا من سيرته  ، وحروبه ، وتوسع أراضيه ، وقتله الملوك وقهرهم،  وارتحاله إلى أقصى الصين وفعله الأفاعيل ومات وعمره ( اثنتان وثلاثون سنة وسبعة أشهر  ) لم يسترح في شيء منها .

ثم يقول ياقوت :  ( والذي أظنه ، والله أعلم ، أن مدة ملكه أو حدة سعده هذا المقدار ، ولم تحسب العلماء غير ذلك من عمره) .

قال د. يوسف : فهذا التفسير الذي ذكره ياقوت معقول ، ثم يدلل على ذلك بما يقنع القارئ بصدق ما ذهب إليه حيث يقول أي ( ياقوت ) : ( فإن تطواف الأرض بسير الجنود مع ثقل حركتهم لاحتياجها في كل منزل إلى تحصيل الأقوات والعلوفة ، ومصابرة من يمتنع عليه من أصحاب الحصون ، يفتقر إلى زمان  غير زمان السير ،  ومن المحال أن تكون له همة يقاوم بها الملوك والعظماء ، وعمره دون عشرين سنة ، وإلى أن يتسق ملكه ويجتمع له الجند وتثبت له هيبته في النفوس وتحصل له رياسة وتجربة وعقل يقبل الحكمة التي تُحكى عنه يفتقر إلى مدة أخرى مديدة ، ففي أي زمان كان سيره في البلاد وملكه لها ثم إحداثه ما أحدث من المدن في كل قطر منها واستخلافه الخلفاء عليها ) .

فياقوت يشك في عمر الإسكندر ( 32 سنة ) وأنه فعل الأعمال الكثيرة من بناء المدن وإعداد الجيوش في هذه المدة القصيرة ، ثم يرى أنه ربما كان هذا الزمن المذكور ( 32 سنة ) مدة ملكه لا عمره كاملا .

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً