الجمعة الثالثة والأربعين / الثالث من ذي القعدة 1435هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الرابعة و التسعين ( 94 ) في تعداد الجمع ، والجمعة الثالثة والأربعين ( 43 ) من عام 1435 هـ وتوافق (1435 / 11 / 3 ) بحسب الرؤية ، والتقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رحم الله شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة واسعة وجميع ولاة أمرنا من المشايخ والأمراء نفعنا الله بعلمهم وأجزل لهم المثوبة .

شيخنا ابن عثيمين وضع كتاب ( مصطلح الحديث ) بحسب المقرر لطلاب السنتين الأولى والثانية بالقسم الثانوي في المعاهد العلمية) يشمل على المهم في هذا الفن ، ثم قامت مؤسسة الشيخ ابن عثيمين الخيرية بطباعته ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ ( 48 ) بدار  ابن الجوزي  بالدمام  وذكروا أنه بفضل الله تعالى طبع هذا الكتاب عدة طبعات منذ تأليفه عام ( 1396 هـ ) وهذه الطبعة المنقول منها طبعت عام ( 1434 هـ ) . تقع هذه الطبعة في ( 94 ) صفحة من القطع العادي .

ومما جاء فيها مختصرا (بشكل لا يخل بإذن الله ):

معنى كتابة الحديث : نقله عن طريق الكتابة .

حكم كتابة الحديث : الأصل فيها الحل ، لأنها وسيلة ، وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمر أن يكتب ما سمع منه . رواه أحمد بإسناد حسن .

فإن خيف منها محذور شرعي مُنعت ، وعلى هذا يحمل النهي في قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن ، فمن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه ) رواه مسلم وأحمد واللفظ له .

إذا توقف عليها حفظ السنة وإبلاغ الشريعة كانت واجبة ، وعليه تحمل كتابة النبي صلى الله عليه وسلم ، بحديثه إلى الناس يدعوهم  إلى الله عز وجل ويبلغهم شريعته ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب عام الفتح فقام رجل من أهل اليمن يقال له : أبو شاة  فقال : اكتبوا لي يا رسول الله ، فقال : ” اكتبوا لأبي شاة ” يعني الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

صفة كتابة الحديث : تجب العناية بكتابة الحديث ، لأنها إحدى وسيلتي نقله ، فوجب العناية بها كنقله عن طريق اللفظ .

وللكتابة صفتان : ( واجبة ومستحبة ) .

فالواجبة : أن يكتب الحديث بخط واضح بين ، لا يوقع في الإشكال والالتباس .

والمستحبة أن يراعي فيها ما يلي :

إذا مر بذكر اسم الله تعالى أضاف بعده : ( تعالى ، أو عز وجل ، أو سبحانه ) أو غيرها  من كلمات الثناء الصريحة من غير رمز .

إذا مر بذكر الرسول صلى الله عليه وسلم كتب ( صلى الله عليه وسلم ) ، أو عليه (الصلاة والسلام ) صريحة بدون رمز

قال العراقي في شرح ألفيته في المصطلح : ( ويكره أن يرمز للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الخط بأن يقتصر على حرفين ونحو ذلك ) . وقال أيضا : ( ويكره حذف واحدة من الصلاة ، أو التسليم ، والاقتصار على أحدهما ) .

وإذا مر بذكر الصحابي كتب ( رضي الله عنه ) ، ولا يخص أحدا من الصحابة بثناء ، أو دعاء معين يجعله شعارا له كلما ذكره ، كما يفعل الرافضة في علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقولهم عند ذكره : ( عليه السلام  ،  أو كرم الله وجهه ) ، قال ابن كثير : فإن هذا من باب التعظيم والتكريم ، فالشيخان يعني : أبا بكر وعمر وأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنهم أولى بهذا منه . اهـ .

فإن أضاف (الصلاة إلى السلام) عند ذكر علي رضي الله عنه دون غيره فهو ممنوع ، لا سيما إذا اتخذه شعارا لا يخل به ، فتركه حينئذ متعين ، قاله ابن القيم في كتاب ” جلاء الأفهام ” .

وإذا مر بتابعي فمن بعده ممن يستحقون الدعاء كتب : رحمه الله .

أن يشير إلى نص الحديث بما يتميز به فيجعله بين قوسين ونحو ذلك .

أن يراعي القواعد المتبعة في إصلاح الخطأ .

 فالساقط يلحقه في أحد الجانبين أو فوق أو تحت مشيرا إلى مكانه بما يعينه .

والزائد يشطب عليه – بخط واحد- حتى لا ينطمس ما تحته فيخفى على القارئ ، وإذا كان الزائد كثيرا كتب قبل أول كلمة منه ( لا ) وبعد آخر كلمة منه ( إلى ) ترفعان قليلا عن مستوى السطر . وإذا كان الزائد بتكرار كلمة شطبت الأخيرة منهما إلا أن يكون لها صلة بما بعدها فتشطب الأولى مثل أن يكرر كلمة ( عبد ) في عبد الله  .

أن لا يفصل بين كلمتين  في سطرين  ، إذا كان الفصل بينهما يوهم معنى فاسدا  مثل قول علي رضي الله عنه 🙁 بشر قاتل ابن صفية – يعني الزبير رضي الله عنه – بالنار ) ، فلا يجعل ( بشر قاتل ) في سطر  ، و( ابن صفية في النار ) بسطر .

 والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً