السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة واسعة وجميع ولاة أمرنا من المشايخ والأمراء نفعنا الله بعلمهم وأجزل لهم المثوبة .
شيخنا ابن عثيمين وضع كتاب ( مصطلح الحديث ) بحسب المقرر لطلاب السنتين الأولى والثانية بالقسم الثانوي في المعاهد العلمية) يشمل على المهم في هذا الفن ، ثم قامت مؤسسة الشيخ ابن عثيمين الخيرية بطباعته ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ ( 48 ) بدار ابن الجوزي بالدمام وذكروا أنه بفضل الله تعالى طبع هذا الكتاب عدة طبعات منذ تأليفه عام ( 1396 هـ ) وهذه الطبعة المنقول منها طبعت عام ( 1434 هـ ) . تقع هذه الطبعة في ( 94 ) صفحة من القطع العادي .
ومما جاء فيها مختصرا (بشكل لا يخل بإذن الله ):
معنى كتابة الحديث : نقله عن طريق الكتابة .
حكم كتابة الحديث : الأصل فيها الحل ، لأنها وسيلة ، وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمر أن يكتب ما سمع منه . رواه أحمد بإسناد حسن .
فإن خيف منها محذور شرعي مُنعت ، وعلى هذا يحمل النهي في قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن ، فمن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه ) رواه مسلم وأحمد واللفظ له .
إذا توقف عليها حفظ السنة وإبلاغ الشريعة كانت واجبة ، وعليه تحمل كتابة النبي صلى الله عليه وسلم ، بحديثه إلى الناس يدعوهم إلى الله عز وجل ويبلغهم شريعته ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب عام الفتح فقام رجل من أهل اليمن يقال له : أبو شاة فقال : اكتبوا لي يا رسول الله ، فقال : ” اكتبوا لأبي شاة ” يعني الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
صفة كتابة الحديث : تجب العناية بكتابة الحديث ، لأنها إحدى وسيلتي نقله ، فوجب العناية بها كنقله عن طريق اللفظ .
وللكتابة صفتان : ( واجبة ومستحبة ) .
فالواجبة : أن يكتب الحديث بخط واضح بين ، لا يوقع في الإشكال والالتباس .
والمستحبة أن يراعي فيها ما يلي :
إذا مر بذكر اسم الله تعالى أضاف بعده : ( تعالى ، أو عز وجل ، أو سبحانه ) أو غيرها من كلمات الثناء الصريحة من غير رمز .
إذا مر بذكر الرسول صلى الله عليه وسلم كتب ( صلى الله عليه وسلم ) ، أو عليه (الصلاة والسلام ) صريحة بدون رمز
قال العراقي في شرح ألفيته في المصطلح : ( ويكره أن يرمز للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الخط بأن يقتصر على حرفين ونحو ذلك ) . وقال أيضا : ( ويكره حذف واحدة من الصلاة ، أو التسليم ، والاقتصار على أحدهما ) .
وإذا مر بذكر الصحابي كتب ( رضي الله عنه ) ، ولا يخص أحدا من الصحابة بثناء ، أو دعاء معين يجعله شعارا له كلما ذكره ، كما يفعل الرافضة في علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقولهم عند ذكره : ( عليه السلام ، أو كرم الله وجهه ) ، قال ابن كثير : فإن هذا من باب التعظيم والتكريم ، فالشيخان يعني : أبا بكر وعمر وأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنهم أولى بهذا منه . اهـ .
فإن أضاف (الصلاة إلى السلام) عند ذكر علي رضي الله عنه دون غيره فهو ممنوع ، لا سيما إذا اتخذه شعارا لا يخل به ، فتركه حينئذ متعين ، قاله ابن القيم في كتاب ” جلاء الأفهام ” .
وإذا مر بتابعي فمن بعده ممن يستحقون الدعاء كتب : رحمه الله .
أن يشير إلى نص الحديث بما يتميز به فيجعله بين قوسين ونحو ذلك .
أن يراعي القواعد المتبعة في إصلاح الخطأ .
فالساقط يلحقه في أحد الجانبين أو فوق أو تحت مشيرا إلى مكانه بما يعينه .
والزائد يشطب عليه – بخط واحد- حتى لا ينطمس ما تحته فيخفى على القارئ ، وإذا كان الزائد كثيرا كتب قبل أول كلمة منه ( لا ) وبعد آخر كلمة منه ( إلى ) ترفعان قليلا عن مستوى السطر . وإذا كان الزائد بتكرار كلمة شطبت الأخيرة منهما إلا أن يكون لها صلة بما بعدها فتشطب الأولى مثل أن يكرر كلمة ( عبد ) في عبد الله .
أن لا يفصل بين كلمتين في سطرين ، إذا كان الفصل بينهما يوهم معنى فاسدا مثل قول علي رضي الله عنه 🙁 بشر قاتل ابن صفية – يعني الزبير رضي الله عنه – بالنار ) ، فلا يجعل ( بشر قاتل ) في سطر ، و( ابن صفية في النار ) بسطر .
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .