(ابن مقلة) الوزير أحد الكتاب المشاهير (محمد بن علي بن الحسن بن عبدالله أبو علي المعروف بابن مُقلة الوزير) ، وقد كان أول عمره ضعيف الحال ، ثم آل به الحال إلى أن ولي الوزارة لثلاثة من الخلفاء – العباسيين – وهم ( المقتدر، والقاهر ، والراضي ) ، وعزل ثلاث مرات وقطعت يده ولسانه في آخر مرة وحبس !! فكان يستقى الماء بيده اليسرى وأسنانه ( لأنه حبس منفردا ) ، وكان مع ذلك يكتب بيده اليمنى بعد قطعها كما كان يكتب بها وهي صحيحة ، وقد كان خطه من أقوى الخطوط ، كما هو مشهور عنه وقد بنى له دارا في زمن وزارته ، فجمع عند بنائها خلقا من المنجمين !! فاتفقوا على أن تبنى في الوقت الفلاني ، فأسس جدرانها بين العشاءين كما أشاروا ، فما لبث بعد استمامها إلا يسيرا حتى خربت وصارا كوما ، وقد كان له بستان كبير جدا فيه عدة أجربة – أي فدادين- وكان عليه جميعه شبكة من إبريسم ( قال أبو حكيم : الإبريسم الحرير ) ، وفيه من الطيور القماري والهزار والببغ والبلابل والطواويس والقبج شيء كثير ( قال أبو حكيم : القبج طائر رخيم الصوت جميله في جبال إقليم كوردستان في شمال العراق اليوم ويذكر أن لحمه من ألذ لحوم الطير لنظافة أكله فهو لا يأكل إلا الحبوب أو النباتات البرية ) ، وفي أرضه من الغزلان وبقر الوحش وحميره والأنعام والإبل شيء كثير أيضا .