الجمعة التاسعة والعشرين / الرابع والعشرين من رجب 1435هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثمانين( 80 ) في تعداد الجمع ، والجمعة التاسعة والعشرين ( 29 ) من عام 1435 هـ وتوافق (1435 / 7 / 24 ) بحسب التقويم .

أيها الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وقعت حادثة : (محمد بن جمال الدرة) في قطاع غزة في الثلاثين من سبتمبر عام(2000)، في اليوم الثاني من الانتفاضة الثانية للأقصى، وسط أعمال شغب امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية. والتقطت عدسة المصور الفلسطيني والمراسل بقناة فرانس 2، طلال أبو رحمة مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر ثنتي عشرة سنة ، خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية. وعرضت هذه اللقطة التي استمرت لأكثر من دقيقة، مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، ونحيب الصبي، وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف، ثم إطلاق وابل من النار والغبار، وبعد ذلك ركود الصبي على ساقي أبيه .

وبعد تسع وخمسين ثانية من البث المبدئي للمشهد في فرنسا، بتعليق صوتي من رئيس مكتب قناة فرانس2 بإسرائيل ، تشارلز إندرلين ، الذي لم يشاهد الحادث بنفسه ، ولكنه اطلع على كافة المعلومات المتعلقة به ، من المصور عبر الهاتف ، أخبر إندرلين المشاهدين أن آل الدرة كانوا ” هدف القوات الإسرائيلية من إطلاق النيران”، وأن الطفل قد قتل .

وفي بادئ الأمر ، أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية(IDF)، تحملها المسؤولية، كما أبدت إسرائيل في البداية، أسفها لمقتل الصبي، ولكنها تراجعت عن ذلك، عندما أشارت التحريات إلى أن الجيش الإسرائيلي ربما لم يطلق النيران على الدرة . ( ومن أراد التوسع في الحادثة ويرى العجب العجاب في قلب الحقائق وأن منطق القوة والقوة فقط هو من يتحدث ،  فليقرأ عنها مثلا في ( موسوعة  وكيبيديا ) على الشبكة العنكبوتية .

الدكتور الوزير غازي القصيبي ( 1360 هـ ، 1940 م –  1431/ 9 / 5 ، أغسطس 2010  )- رحمه الله – شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعودي قضى في الأحساء سنوات عمره الأولى، ثم انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم. نال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ثم تحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا التي لم يكن يريد الدراسة بها, بل كان يريد دراسة القانون الدولي في جامعة أخرى من جامعات أمريكا, وبالفعل حصل على عدد من القبولات في جامعات عدة, ولكن لمرض أخيه نبيل, اضطر إلى الانتقال إلى جواره والدراسة في جنوب كاليفورنيا, وبالتحديد في لوس أنجلوس, ولم يجد التخصص المطلوب فيها, فاضطر إلى دراسة العلاقات الدولية أما الدكتوراة ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالته فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه الشهير حياة في الإدارة .

له دواوين شعرية وروايات وله كتب في التنمية يوم أن كان وزيرا للصناعة والكهرباء وله كتاب نقدي جميل رائق اسمه : ( الخليج يتحدثون شعرا ونثرا ) ، ومن ديوانه ( يا فدى ناظريك ) هذه القصيدة عن ( حادثة محمد الدرة )  ولروعتها أردت مشاركتكم بها فرحمنا الله وإياه وجميع موتى المسلمين .

هدرا مت يا صغيري محمد

هدرا عمرك الصبي تبدد

يا فدى ناظريك كل زعيم

حظه في الوغى ” أدان ” وندد

يا فدى ناظريك كل جبان

راح من ألف فرسخ يتوعد

 يا فدى ناظريك كل بيان

بمعاني هواننا يتوقد

يا فدى ناظريك كل يراع

صحفي على الجرائد عربد

يا فدى ناظريك كل مذيع

في سكون الأثير أرغى وأزبد

يا فدى ناظريك كل حكيم

فيلسوف بثاقب الرأي أنجد

يا فدى ناظريك كل اجتماع

ليس فيه سوى خضوع يتجدد

يا فدى ناظريك  ناظم هذا

القول شعرِ المناسبات المقدد

ألف مليون مسلم لو نفخنا

 كلنا لم يدم بناء مشيد

ألف مليون مسلم لو صرخنا

كلنا زمجر الفضاء وأرعد

ألف مليون مسلم لو بكينا

كلنا ماجت السيول على اللّد

قد فهمنا تهود البعض منا

أولم يبق معشر ما تهود

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً