الجمعة السادسة عشر / الواحد والعشرين من ربيع ثاني 1435هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة السابعة والستين ( 67 ) في تعداد الجمع والجمعة السادسة عشرة ( 16 ) من عام 1435 هـ وتوافق (1435 / 4 / 21 ) بحسب التقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  :إتماما لما بدأنا بحمد الله تعالى في كتاب   : جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب 

  أولا : مراجعة لما سطرناه في منصرم جمعتنا والشكر فيها لأستاذي : أبي عبدالله تركي بن حمد الطاسان وأبي عبدالله علي بن عبدالله النفيسة من إيضاح ما بهم علي بأدب رفيع وأسلوب رائق وتنبيه لطيف :

فأما ما كان من خبر عمرو بن كلثوم فقد قتل عمرو بن هند الملك – ملك المناذرة – وليس الحارث اليشكري الشاعر والخطأ مني  وهو سبق في الفهم غير صحيح وأسأل الله عفوه ومغفرته

ثانيا : بقية أصحاب المعلقات ( ونتكلم اليوم عن السادس والسابع )  : ( بتصرف )

السادس : طَرَفَة بن العبد البكري واسمه : عَمْر  أقصر فحول الشعراء عمرا ( قتل في السادسة والعشرين ) مال إلى قول الشعر والوقوع في أعراض الناس حتى هجا ملك العرب على الحيرة عمرو بن هند ،مع أنه كان يتطلب معروفه وجوده ، حتى كان من طرفة زيارة للملك مع خاله المتلمس وكان  الملك مضطغنا عليه لهجائه ، فأظهر الملك بالبشر والبشاشة  ، وكتب لهما بكتابين لعامله في البحرين ليستوفيا جائزته منه .

قال أبو حكيم : ( هذه غريبة ، وهل يحتاج الملك إلى واسطة للجائزة أو حتى القتل ،  ولكن قصص الأدب لا يحكم فيها العقل كثيرا ) ، وتروي الرويات  الأدبية  كيفية معرفة المتلمس لأمر القتل في الصحيفة وأنه أراد إدراك طرفة ليخبره فلم يدركه فهرب المتلمس إلى الغساسنة !!!  قال أبو حكيم :وهنا وقفة أخرى  ألم يكونا خرجا من الملك سويا ؟  ولكن أمروها كما جاءت ! .

شعره جيد في وصف الناقة مع القصد في الغلو وله إعظال في بعض تراكيبه وله استرسال في وحشي اللفظ

ومطلع معلقته :

لخولة أطلال ببرقة ثهمد 

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

وخولة هذه : قالوا إنها امرأة من بني كلب !

وجاوزت معلقته المائة بيت .

السابع : أعشى قيس أبو بصير ميمون الأعشى بن قيس الجندل القيسي ، نشأ في أول أمره : راوية لخاله المُسيّب بن عَلس ( ت نحو 25 قبل الهجرة ). وقد طال عمر الأعشى  وعمي وأدرك الإسلام حين انتشر وقوي أمره فأعد قصيدة في مدحه صلى الله عليه وسلم وقصد الحجاز والمخذول من خذله الله فصدته قريش لخوفها من قوة شعره ، بمائة ناقة حمراء فأخذها ورجع ، وقرب بلده وقع من ناقته فدقت عنقه وهلك  ودفن في ( منفوحة ) من أرض اليمامة ( منطقة الرياض اليوم ) . ومن أراد معرفة روايات وفادته على الرسول صلى الله عليه وسلم وقصيدته في مدحه  فعليه بهذا الرابط 

اضغط هنا

يعد رابع الفحول الثلاثة ( امرئ القيس والنابغة وزهير ) وامتاز عنهم بغزارة شعره وله طوال جياد وتفنن في أغراض الشعر ، وهو أوصف الشعراء للخمر  حتى قيل : ( أشعر الناس أمرؤ القيس إذا ركب ، وزهير إذا رغب ، والنابغة إذا رهب ، والأعشى إذا طرب ) .

ولقوة طبعه وجلبة شعره سمي ( صنّاجة العرب ) ، حتى أن شعره جعله الله سببا  لرفع الوضيع الخامل وخفض الشريف النابه وممن رفعه الأعشى بشعره رجل يقال له ( المُحلّق ) له من البنات ثمان عوانس رُغب عنهن لفقرهن ، فاستضاف المحلق الأعشى فمدحه في شعره وأثنى عليه في عكاظ فلم يمر حول حتى كانت كل جارية منهن تحت سيد كريم ( !!! )

قيل : إن أول  معلقته

ودع هريرة إن الركب مرتحل

وهل تطيق وداعا أيها الرجل

وهريرة : اسم قينة ( مغنية ) كانت لرجل من آل عمرو بن مرثد أهداها إلى قيس بن حسَّان بن ثَعلبة بن عمرو بن مرثد فولدت ولدا سُمي خُليدا ذكره الأعشى في شعره .

ووجدت معلقته في عشر الستينات من الأبيات فلا أدري هل هذه هي كلها أو هذا ما روي منها .

وبهذا انتهى أهل المعلقات السبع على خلاف بين أهل الأدب في ترتيبهم وعددهم وإدخال بعضهم وإخراج آخرين وهذا الذي ذكرته لشهرته وإلا في بعض شروح المعلقات تسمى أيضا (  المذهبات أو السمط – وهو الخيط الذي تعلق به حبات اللؤلؤ ..-  أو الطوال … ) ذُكر الخلاف في ترتيبهم ومن يدخل ومن يخرج ، وذكر أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي في أول فصول كتابه ( جمرة أشعار العرب ) طبقات الشعراء .

 والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

اترك تعليقاً