الجمعة الرابعة عشر / السابع من ربيع الثاني 1435هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الخامسة والستين ( 65 ) في تعداد الجمع والجمعة الرابعة عشرة ( 14 ) من عام 1435 هـ وتوافق ( 1435هـ – 4 – 7 ) بحسب التقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  :اليوم نعمد إلى كتاب : جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب  للسيد أحمد الهاشمي لننظر فيه وننقل منه ونضيف إليه ونختزل منه ما يكون إجماما للقلب وراحة للعين فالأدب صفة حمد .

  شعراء الجاهلية قسموا إلى طبقات ثلاث ( الطبقة الأولى وفيها : امرؤ القيس ، وزهير ، وعمرو بن كلثوم ، والنابغة الذبياني  )  ( والطبقة الثانية وفيها : الأعشى ولبيد وطَرفَة  ) ( والطبقة الثالثة وفيها : عنترة ، وعروة بن الوَرد ، والنمر بن تولب ، ودريد بن الصمة ، والمرقش الأكبر ) ومن الأدباء من يقدم هذا على هذا ويزيد عليهم غيرهم .

قال أبو حكيم ومن شهير شعر الجاهلية المعلقات لعشر من الشعراء وهذه نبذة يسيرة عن ثلاثة رؤوس منهم   :

أولهم : الملك حُنْدُج بن حجر الكندي أبو الحارث المعروف ( بامرئ القيس ) نشأ بأرض نجد و معلقته  تزيد عن الثمانين بيتا مطلعها :

قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل

 بسقط اللوى بين الدخول فحومل .

وفيها مما يُستحى من ذكره حيث يفحش في تشبيه النساء وتحدثه عنهن  .

ومن شهير أبياتها :

مكرٍ مفرٍ مقبلٍ مدبرٍ معا كجلمود

 صخر حطه السيل من عل .

له أيطلا ظبي وساقا نعامة

 وإرخاء سرحان وتقريب تتفل .

قال أبو حكيم وفي موقع إسلام ويب ما يلي : ( وردت في امرئ القيس أحاديث ضعيفة، وأنه حامل أو صاحب لواء الشعراء إلى النار، ففي مسند الإمام أحمد ومعجم الطبراني وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن امرئ القيس: ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة ، شريف في الدنيا خامل في الآخرة ، يجيء يوم القيامة بيده لواء الشعراء يقودهم إلى النار . قال الأرناؤوط: إسناده ضعيف جداً، كما ضعفه الألباني في ضعيف الجامع. ا. هـ .

وهو أول من أجاد القول في استيقاف الصحب وبكاء الديار وتشبيه النساء بالظباء والمها والبَيض ، وفي وصف الخيل بقيد الأوابد ، مات قبل الهجرة بقريب من قرن من الزمان .

ثانيهم :  زياد بن معاوية ( أبو أمامة ) النابغة الذبياني ، شاعر فحل وزعيم من زعماء عكاظ  ، أحسنهم ديباجة لفظ ، وجلاء معنى ، ولطف اعتذار

آتاني – أبيت اللعن – أنك لمتني

 وتلك التي أهتم منها وأنصب .

وسمي بالنابغة لأنه نبغ في الشعر كبيرا بعد أن استعصى عليه صغيرا ومطلع معلقته :

عوجُوا فحيوا لنُعمٍ دمنة الدار

ماذا تحيون من نؤى وأحجار

والمعلقة قريبا من ستين بيتا . طالت صحبته لملوك المناذرة وبالأخص (النعمان بن المنذر )حتى وُشي به فهرب منه للغساسنة فمدح (عمرو بن الحارث الأصغر ، وأخاه النعمان  ) ولكن طول صحبة النعمان بن المنذر غلبت عليه فتنصل مما رمي به واعتذر بقصائد حتى رضي عنه وعاد لكنفه وعمر طويلا ومات قبيل البعثة .

وثالثهم : زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رياح المزني  أعف الطبقة قولا وأجزلهم لفظا ، وأغزرهم حكمة ، وأكثرهم تهذيبا لقوله ،  اختص بمدح ( هرم بن سنان الذبياني المُري ) حيث سعى مع الحارث بن عوف في الصلح بين عبس وذبيان وتحمولوا الديات ويقال إنها بلغت ( ثلاثة آلاف بعير ) ومن عجيب هرم هذا أنه حلف أن لا يمدحه زهير إلا أعطاه ولا يسلم عليه إلا أعطاه ( عبدا أو وليدة أو فرسا ) فاستحيا زهير منه فإذا رآه في ملأ قال : أنعموا صبحا غير هرم وخيركم استثنيت  .

ويذكر عن زهير أنه كان سيدا موفور المال حليما ورعا مؤمنا بالبعث والحساب

فلا تكتمن الله ما في نفوسكم

ليخفى ومهما يُكتم الله يعلم

يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر

ليوم الحساب أو يعجل فينقم . 

وذكر عنه أنه كان يعمل القصيدة في أربعة أشهر ويهذبها في أربعة أشهر ويعرضها على خواصه في أربعة أشهر فلا يظهرها إلا بعد حول ، ولذلك سميت بعض مطولاته ( بالحوليات ) ومطلع معلقته وهي  قريبا من أربعة وستين بيتا  :

أ مِن أم أوفى دمنة لم تكلم

بحومانة الدراج فالمتثلم

وفيها أبيات الحكمة الشهيرة التي منها :

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش

 ثمانين حولا لا أبا لك يسأم

كان قليل الهجاء وقد هجاء قوما فأوجع وندم على ما صنع . 

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

اترك تعليقاً