الجمعة الثالثة عشر / الثلاثون من ربيع أول 1435هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الرابعة والستين ( 64 ) في تعداد الجمع والجمعة الثالثة عشرة ( 13 ) من عام 1435 هـ وتوافق ( 1435 – 3 – 30 ) بحسب التقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  :اليوم نسيح بكم مع قدرة الله الباهرة في خلق الإنسان ونعمه عليه

أنا عميـــاء ولكــــــنني أبــــــصر
أنا صمــــاء ولكـــــــنني أسمع

( عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر ، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا )

هل تعرف من القائل لهاتين العبارتين  ؟
إنها (هيلين كيلر) التي استطاعت أن تبرهن أن الإنسان يستطيع تحقيق المعجزات في كل زمان ومكان طالما لديه الإرادة القوية ، ووفقه الله تعالى لمعرفة نعم الله عليه .

ولدت في عام (  1880 م ) في مدينة توسكومبيا في ولاية ألاباما الأمريكية وبدأت تتكلم قبل أن تكمل سنتين ولكنها أصيبت بحمى قرمزية فحرمها الله تعالى بحكمته  البصر والسمع والنطق مرة واحدة .


أرسل والدها إلي مدير معهد العميان بأمريكا يطلب مشـــورته ، فأرسل له المربية العجيبة ( آن ) التي نشأت هي الأخرى كفيفة وتعلمت العلم واللغة والأخلاق وعندما بلغت الرابعة عشر من عمرها وبعد العملية التاسعة استطاعت أن تبصر ، لم يجد مدير المعهد أفضل منها ليرسلها إلي (هيلين ) ، فقد قال لها : لقد مضى الوقت الذي كنت فيه تلميذة ، اذهبي إلي العالم الواسع لتخدمي الآخرين.


ابي حكيم7

كانت ( آن ) ذات إرادة حديدية ، لم ترضها معاملة أم هيلين  لابنتها وحنانها الزائد ، لأنها كانت تؤمن أن الإنسان مهما كان لديه من عاهات يستطيع أن يتعلم ويصبح إنسانا عاديا.

حاولت ( آن ) تعليم هيلين اللغة ولكنها تمردت عليها وأصابتها يوما وكسرت أسنانها ولكن ( آن ) لم تيأس وكانت المعجزة   ، هيلين بدأت تنطق بعض الكلمات وتعلمت القراءة والكتابة بطريقة ( برايل ) .

 قال أبو حكيم : وفي موقع الألوكة هذا النص فتأمل : (إثبات أن العرب أسبق من برايل في الكتابة للمكفوفين !

المعروف المتداول أن أول من اخترع طريقة تعلم العميان والمكفوفين هو الفرنسي “لويس بريل” (1809 ـ 1852)، إلا أننا نجد الإمام أبو محمد بن حزمـ رحمه الله يحدثنا كيف كان الناس في الأندلس وكيف كان والد مؤدبه أحمد بن محمد بن عبد الوارث يعلم مولودا له، حيث يقول:
( ولقد أخبرني مُؤَدبي أحمدُ بن محـمد بن عبد الوارث ـ رحمه الله ــ أن أباه صور لمولود كان له أعمى وُلــد أكمـه حروف الهجاء أجراماً من قير ثم ألمسه إياها حتى وقف على صورها بعقله وحســه، ثم ألمسه تراكيبها وقيام الأشياء منها حتى تشكل الخط، وكيف يستبان الكتاب، ويقرأ في نفســه، ورفع بذلك عنه غمة عظيمــة ) اهـ (التقريب لحد المنطق..) (ص 596 ـ التركماني)

 

 وأكملت هيلين تعليمها وتفوقت وأكملت دراستها في القانون وحصلت على الدكتوراه من اسكتلندا في الأدب الإنساني وتزوجت وألفت كتب وألقت محاضرات وسافرت إلي كل أرجاء العالم تدافع عن قضية المكفوفين.

قالت هيلين :  ليس صحيحا أن حياتي برغم ما فيها كانت تعسة ، إن لكل شيء جماله حتى الظلام والصمت ، فقد تعلمت أن أكون راضية وسعيدة في أي ظرف يمر بي ،إن قلبي مازال عامرا بالعواطف الحارة لكل إنسان ولساني لن ينطق بكلمات مريرة أبدا ، إن هناك سعادة في نسيان الذات ، لذلك تشاهدونني أحاول أن أجعل الابتسامة في عيون الآخرين هوايتي.

وقالت : ( أن العمى ليس بشيء والصمم ليس بشيء ، فكلنا عمي وصم عن معجزات الإله العظيم ) . قال أبو حكيم : إلا من وفقه الله للدين الحق .

هل تصدق أنها مارست ركوب الخيل والسباحة والتجديف……
و زارت أكثر من خمس وعشرين دولة لتحسين حال المكفوفين حتى أنها وصلت للهند وقطعت أربعين ألف ميل ، وهي في  الخمسة والسبعين من عمرها لتحمل الأمل  لكل المكفوفين .
و زارت مصر عام ( 1952 ) وقابلت الدكتور طه حسين .

ألفت (هيلين )  كتاب : ( أضواء في ظلامي) ، وكتاب: (قصة حياتي في 23 فصلا و132صفحة في 1902) ، وكانت وفاتها عام ( 1968م ) عن ثمانٍ وثمانين عاماً.

قال أبو حكيم : في مكتبات المدارس ( المهملة مع الأسف ) سلسلة ( الناجحون) ومن ضمن السلسة كتيب عن هذه المرأة ( هيلين كيلر )

قال أبو حكيم : ومع ذلك ماتت على غير الإسلام فالمحروم من حرمه الله  .

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

اترك تعليقاً