إتماما لما كتبناه في الجمعة التي انصرمت عن صفي الرحمن المبارك فوري ( رحمه الله ت – 1427 هـ ) وما كان في أول كتابه ( الرحيق المحتوم ) من بحث جميل عن الأنساب ( أنساب العرب وقبائلهم القديمة وأصولهم )
اليوم بإذن الله الحلقة الثانية / ووقفنا فيها على أنه : يمكن تقسيم المهاجرين ( قال أبو حكيم : أي من اليمن ) من بطون كهلان إلى أربعة أقسام:
1 ـ ( الأزْد ) :
وكانت هجرتهم على رأى سيدهم وكبيرهم ( عمران بن عمرو مُزَيْقِياء )، فساروا يتنقلون في بلاد اليمن ويرسلون الرواد، ثم ساروا بعد ذلك إلى الشمال والشرق. وهاك تفصيل الأماكن التي سكنوا فيها بعد الرحلة نهائيًا:
نزل (عمران بن عمرو) في ( عُمَان )، واستوطنها هو وبنوه، وهم : ( أزْد عُمَان ).
واستوطنت (بنو نصر بن الأزد ) ( تُهامة ) ، وهم : ( أزد شَنُوءة ).
وعَطَف ( ثَعْلَبة بن عمرو مزيقياء ) نحو ( الحجاز ) ، فأقام بين ( الثعلبية وذى قار ) ، ولما كبر ولده وقوى ركنه سار نحو ( المدينة ) ، فأقام بها واستوطنها، ومن أبناء ( ثعلبة ) هذا: ( الأوس والخزرج ) ، ابنا ( حارثة بن ثعلبة ).
وتنقل منهم ( حارثة بن عمرو) ـ وهو ( خزاعة ) ـ وبنوه في ربوع ( الحجاز )، حتى نزلوا بـ ( مر الظهران ) ، ( قال أبو حكيم : ومر الظهران هو المعروف اليوم بوادي فاطمة وكان واد أفيح فيه عيون ثرة ذكر عبدالحميد مرداد في كتابه -باب الدُربية صورة للحياة الاجتماعية في مكة في القرن الرابع عشر – أنها تبلغ السبعين ) ، ثم افتتحوا الحرم فقطنوا ( مكة ) وأجلوا سكانها ( الجراهمة ).
وسار ( جَفْنَة بن عمرو ) إلى ( الشام ) فأقام بها هو وبنوه، وهو ( أبو الملوك الغساسنة ) ؛ نسبة إلى ماء في (الحجاز يعرف بغسان ) ، كانوا قد نزلوا بها أولًا قبل انتقالهم إلى ( الشام ) .
وانضمت البطون الصغيرة إلى هذه القبائل في الهجرة إلى ( الحجاز والشام ) ، مثل : ( كعب بن عمرو ) ، و ( الحارث بن عمرو ) ، و ( عوف بن عمرو ) .
2 ـ ( لَخْم وجُذَام ):
انتقلوا إلى الشرق والشمال، وكان في ( اللخميين نصر بن ربيعة ) ( أبو الملوك المناذرة بالحيرة ) . (قال أبو حكيم : هي جهة العراق ) .
3 ـ ( بنو طَيِّئ ):
ساروا بعد مسير ( الأزد ) نحو الشمال حتى نزلوا بالجبلين ( أجأ وسلمى ) ، وأقاموا هناك، حتى عرف الجبلان بـ ( جبلى طيئ ).
4 ـ ( كِنْدة ) :
نزلوا بـ ( البحرين ) ، ثم اضطروا إلى مغادرتها فنزلوا بـ[حضرموت]، ولاقـوا هنـاك ما لاقوا بالبحرين، ثم نزلوا ( نجدًا )، وكونوا هناك دولة كبيرة الشأن، ولكنها سرعان ما فنيت وذهبت آثارها.
وهناك قبيلة من (حِمْيَر ) مع اختلاف في نسبتها إليه ـ وهي ( قضاعة ) ـ هجرت ( اليمن ) واستوطنت بادية ( السماوة ) من مشارف العراق، واستوطن بعض بطونها مشارف ( الشام وشمالي الحجاز ).
قال أبو حكيم : وبذا انتهى ما للعرب العاربة من كلام وندخل في القسم الثاني حيث قال صفي الرحمن رحمه الله :
وأما العرب المستعربة فأصل جدهم الأعلى ـ وهو سيدنا إبراهيم عليه الصلاة السلام من … وهذا موضوع الجمعة القادمة إن شاء الله تعالى …
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .