الجمعة الثالثة / الثامن عشر من محرم 1435هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الرابعة والخمسين ( 54 ) في تعداد الجمع والجمعة الثالثة ( 3 ) من عام 1435 هـ وتوافق ( 1435 – 1 – 18 ) بحسب الرؤية

إتماما لما كتبناه في الجمعة التي انصرمت عن صفي الرحمن المبارك فوري ( رحمه الله  ت – 1427 هـ ) وما كان في أول كتابه ( الرحيق المحتوم ) من بحث جميل عن الأنساب ( أنساب العرب وقبائلهم القديمة وأصولهم )  

 اليوم بإذن الله الحلقة الثانية / ووقفنا فيها على أنه : يمكن تقسيم المهاجرين ( قال أبو حكيم : أي من اليمن ) من بطون كهلان إلى أربعة أقسام‏:‏

1 ـ ( الأزْد ) ‏:‏

وكانت هجرتهم على رأى سيدهم وكبيرهم ( عمران بن عمرو مُزَيْقِياء )، فساروا يتنقلون في بلاد اليمن ويرسلون الرواد، ثم ساروا بعد ذلك إلى الشمال والشرق‏.‏ وهاك تفصيل الأماكن التي سكنوا فيها بعد الرحلة نهائيًا‏:‏

نزل (عمران بن عمرو) في ( عُمَان )، واستوطنها هو وبنوه، وهم : ( أزْد عُمَان‏ ).‏

واستوطنت (بنو نصر بن الأزد )  ( تُهامة ) ، وهم :  ( أزد شَنُوءة‏ ).‏

وعَطَف ( ثَعْلَبة بن عمرو مزيقياء ) نحو  ( الحجاز ) ، فأقام بين ( الثعلبية وذى قار ) ، ولما كبر ولده وقوى ركنه سار نحو ( المدينة ) ، فأقام بها واستوطنها، ومن أبناء ( ثعلبة )  هذا‏:‏ ( الأوس والخزرج ) ، ابنا ( حارثة بن ثعلبة )‏.‏

وتنقل منهم ( حارثة بن عمرو)  ـ وهو ( خزاعة ) ـ وبنوه في ربوع ( الحجاز )، حتى نزلوا بـ ( مر الظهران ) ، ( قال أبو حكيم : ومر الظهران هو المعروف اليوم بوادي فاطمة وكان واد أفيح فيه عيون ثرة ذكر عبدالحميد مرداد في كتابه -باب الدُربية صورة للحياة الاجتماعية في مكة في القرن الرابع عشر – أنها تبلغ السبعين ) ، ثم افتتحوا الحرم فقطنوا ( مكة ) وأجلوا سكانها ( الجراهمة )‏.‏

وسار ( جَفْنَة بن عمرو ) إلى ( الشام ) فأقام بها هو وبنوه، وهو ( أبو الملوك الغساسنة ) ؛ نسبة إلى ماء في (الحجاز يعرف بغسان ) ، كانوا قد نزلوا بها أولًا قبل انتقالهم إلى ( الشام ) ‏. ‏

وانضمت البطون الصغيرة إلى هذه القبائل في الهجرة إلى ( الحجاز والشام ) ، مثل : ( كعب بن عمرو ) ، و ( الحارث بن عمرو ) ، و ( عوف بن عمرو‏ ) .‏

2 ـ ( لَخْم وجُذَام‏ ):‏

انتقلوا إلى الشرق والشمال، وكان في  ( اللخميين نصر بن ربيعة )  ( أبو الملوك المناذرة بالحيرة‏ ) . (قال أبو حكيم : هي جهة العراق )  .‏

3 ـ ( بنو طَيِّئ‏ ):‏

ساروا بعد مسير  ( الأزد ) نحو الشمال حتى نزلوا بالجبلين ( أجأ وسلمى ) ، وأقاموا هناك، حتى عرف الجبلان بـ ( جبلى طيئ‏ ).‏

4 ـ (  كِنْدة‏ ) :‏

نزلوا بـ ( البحرين ) ، ثم اضطروا إلى مغادرتها فنزلوا بـ‏[‏حضرموت‏]‏، ولاقـوا هنـاك ما لاقوا بالبحرين، ثم نزلوا ( نجدًا )، وكونوا هناك دولة كبيرة الشأن، ولكنها سرعان ما فنيت وذهبت آثارها‏.‏

وهناك قبيلة من (حِمْيَر ) مع اختلاف في نسبتها إليه ـ وهي ( قضاعة )  ـ هجرت ( اليمن )  واستوطنت بادية ( السماوة ) من مشارف العراق، واستوطن بعض بطونها مشارف ( الشام وشمالي الحجاز‏ ).‏

قال أبو حكيم : وبذا انتهى ما للعرب العاربة من كلام وندخل في القسم الثاني حيث قال صفي الرحمن رحمه الله  :

وأما العرب المستعربة فأصل جدهم الأعلى ـ وهو سيدنا إبراهيم عليه الصلاة السلام من …     وهذا موضوع  الجمعة القادمة إن شاء الله تعالى …

 

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

اترك تعليقاً