قال أبو حكيم أحكم الله أمره وألهمه رشده وإياكم   : ومن عجب أن ترى في بلادنا كثرة الرحالة والسفار داخليا وخارجيا ولا تجد عند كثير منهم ما يكثف  غلالة تطلعك أو يرقع تخرم ذاكرتك عن مكان قد زاره عدة مرات ،  أو تجده يكرر مكانا قد زاره في سفرات سابقة ويكرر: ( وجه تعرفه ولا وجه تنكره ) .

ومما يحسن التنبيه إليه : أنه من المهم في حال السفر معرفة أمور منها :

1 . الأحكام المتعلقة بالسفر  , فمثلا : دعاء دخول البلد ما هو ؟ ومتى يبدأ تطبيق أحكام السفر ؟  وأنواع السفر المبيحة للترخص برخص السفر وهكذا .

2 . معرفة الطبيعة الجغرافية بمختلف فروعها .

3 . معرفة النظام السائد في البلد أو في المنطقة التي ترومها .

4 . التزود بما تحتاج من معرفة في أحوال الناس وتاريخهم .

5 . إذا خرجت من دارك فأنت لا تمثل نفسك ،  بل تمثل بلدا بأكملها فانظر كيف تعكس الصورة .

( ولا تعجب أن يكون في بعض البلاد من ينظر إلينا أننا طلاب شهوة …)

6 . تحقيق الغاية من السفر 

• الاتعاظ بمن سبق : وقد وردت في سور منها آل عمران والنحل ( فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) والأنعام ( ثم ….. ) وفي يوسف والنمل والروم وفاطر وغافر ومحمد .

• إحياء القلب في سورة الحج  .

• بدء الخلق في العنكبوت . ا. هـ

والخلاصة أن هذا الكتاب قيم في بابه ويلخص لك بالأمثلة والشواهد ما أنواع الرحلة والاستكشاف عند العرب وفيه جمع لشتات وحصر لمتفرق فكان لبنا خالصا وأرجو أن يكون سائغا لطلاب المعرفة ومحبي الأسفار والترحال .

والله تعالى أعلم وأحكم  وصلى الله وسلم على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

* الأستاذ الدكتور بركات محمد مراد من مواليد مصر عام (1950 ). حصل على الماجستير ودكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية من كلية دار العلوم في جامعة القاهرة. يعمل أستاذا للفلسفة الإسلامية بجامعة عين شمس بالقاهرة، ورئيسا لقسم الفلسفة بالجامعة نفسها. له عدد من المؤلفات منها: تأملات في فلسفة ابن رشد، الكندي رائد الفلسفة الإسلامية، الاغتراب بين ابن باجة وأبي حيان التوحيدي، الإسلام والبيئة، ظاهرة العولمة رؤية نقدية، وفلسفة ابن باديس في الإصلاح والتجديد.