الجمعة الخامسة والثلاثين / الرابع من رمضان 1434هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الخامسة والثلاثين ( 35 ) من عام 1434 وتوافق الجمعة 1434 / 9 / 4

مختارة بديلة حيث ضاعت الأصل

قصة وضاح بن خيثمة ومن لم يكتب الله له الموت لا يموت

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعلى صحب محمد ومن تبعهم إلى يوم الدين   ثم أما بعد    :

 قال أبو حكيم أحكم الله له أمره ولا نقض له غزلا بعد قوة  :

  أعجب ما في سير التاريخ أنه في أحوال كثيرة   يعيد نفسه وكل من كان على مسرح الأحداث حسب أن الزمان توقف عنده .

ومن حكايا التاريخ العجيبة أن  (عمر بن عبدالعزيز)- رحمه الله – أمر حاجبه ( الوضاح بن خيثمة )  أن يخرج المساجين من سجنه لما مرض فأخرج الوضاح المساجين إلا ( يزيد بن مسلم ) والي العراق بعد (الحجاج)  ( لأمور نقم عليه فيها )  فحقد عليه لذلك  ثم توفي ( عمر ) وخرج ( يزيد ) فخافه ( الوضاح ) وهرب إلى (أفريقية )( تونس اليوم )  فقضى الله بحكمه أن تولى ( يزيد بن مسلم ) أفريقية  أميرا ، فهرب (الوضاح)  منه  وجد في طلبه (يزيد)   حتى ظفر به ثم كان الحوار التالي  

قال يزيد : طالما سألت الله تعالى أن يمكنني منك .

  قال الوضاح : وأنا لطالما سألت الله أن يعيذني منك .

 قال : ما أعاذك الله والله لأقتلنك والله لأقتلنك ولو سابقني فيك ملك الموت لسبقته !! .

 ثم دعا بالسيف والنطع ( قلت – أبو حكيم – :  النطع قطعة من الجلد توضع تحت من أريد قتله لكي لا يطيش دمه ) ،  وأقيم الوضاح على النطع وكتّف ( ربطت يداه بالحبل من خلف ظهره ) وقام رجل من ورائه بالسيف ينتظر أمر ( يزيد )  ليقطع رأسه وأقيمت الصلاة قبل الأمر فخرج إليها ( يزيد)  فلما سجد أخذته السيوف ،  ودخل على (الوضاح)  من فك وثاقه وخرج فسبحان مقدر الأقدار .

   وسبب قتل ( يزيد بن مسلم )  أن (يزيد) أراد أن يسير بأهل أفريقية سيرة ( الحجاج)  بأهل العراق فيمن أسلم من أهل الذمة فلا توضع عنه الجزية فنقموا عليه وقرروا قتله وتواعدوا عليه في مسجده فكان ما كان وولوا مكانه الأمير قبله ( محمد بن يزيد ) مولى الانصار .

و الله تعالى أجل وأعلم وأحكم

اترك تعليقاً