الجمعة الحادية والثلاثين / الثامن من شعبان لعام 1438هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة المائتين وأربع وثلاثين (234) في تعداد الجمع ، والحادية والثلاثين (31 ) في عام ( 1438هـ ) وتوافق ( 8 / 8 / 1438 هـ ) بحسب الرؤية لا التقويم .

خلال الأسبوع الماضي زرت مكتبة الصميعي  بعنيزة بجوار مؤسسة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى –  واقتنيت منهم جملة صالحة من الكتب الجديدة الجيدة والحمد الله فكان أن وجدتُ رسالة للدكتور  (محمد بن إبراهيم الحمد )  طبَعتها طبْعتها الأولى (عام 1438 هـ ) دار ابن الجوزي بالدمام ، وهي من القطع المتوسط وتقع  في ( 47 ) صفحة بفارسها ، بعنوان ( ذوق الهدية ) ثم ختموها بمسرد لإصدارت المؤلف حفظه الله وعددها مائة وستة عشر إصدارا  .

فسألت البائع عن قيمتها فقال جُزي الخير –  هي هدية  فوق الكتب التي اشتريتَها فكانت كمسماها ( ذوق الهدية )

ومن باب ( تهادوا تحابوا ) أهديكم مقطعا منها لعل الله أن ينفع بها :

قال في ص ( 20 ) : ولا بأس أن تحمل الكلمات المصاحبة للهدية بعض الدعابة خصوصا إذا كان المهدى إليه قابلا لها ، وعالما بموقعه عند المهدي ، ومن طريف ما يذكر في هذا الشأن : ماذكره جورج صيدح أحد شعراء المهجر أن نعمة قازان وكان صاحب محل أحذية أهدى إلى توفيق ضعون حذاءا  ، وأرفقه بهذين البيتين :

لقد أهديت توفيق حذاءا    ….     فقال الحاسدون : وما عليه

أما قال الفتي العربي يوما     ….      شبيه الشيء منجذب إليه !؟

فشكره توفيق على الهدية ، وأرسل له باقة من الورد وأرفق فيها هذين البيتين :

لو كان يهدى إلى الإنسان قيمته     ….      لكنتُ أسألك الدنيا وما فيها

لكن تقبلت هذا النعل معتقداً      ….      أن الهدايا على قدر مهديها .

ولا شك أن هذا من أدب التندر والفكاهة بين الأصحاب ، وإلا فإن النعل من جميل ما يهدى ، إذ هو أنواع ، وقد يهدى لمريض نوع من النعل ، أو لإنسان يهوى المشي ما يلائمه منها أو إلى إنسان يرغب في نوع من ذلك فيكون أوقع عنده من غيره .

وقال في (ص 18 ) : قال ابن قتيبة في عيون الأخبار : روى الزبير بن بكار عن عمه قال : كان الحارث بن عبدالله بن أبي ربيعة يجلس وعمرو بن عبيدالله بن صفوان ما يكادان يفترقان وكان عمرو يبعث إلى الحارث كل يوم بقربة من ألبان إبله ، فاختلف ما بينهما ، فأتى عمرو أهله ، فقال : لا تبعثوا للحارث باللبن ، فإنا لا نأمن أن يرده علينا ، وانقلب الحارث إلى أهله فقال : هل أتاكم اللبن ؟ قالوا  : لا ، فلما راح الحارث بعمرو قال : يا هذا ! لا تجمعن علينا الهجرَ وحبسَ اللبن ، قال : أما إذا قلت هذا  فلا يحملها إليك غيري  ، فحملها من ردم بني جمح إلى أجياد .

  والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

اترك تعليقاً