خلال الأسبوع الماضي زرت مكتبة الصميعي بعنيزة بجوار مؤسسة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – واقتنيت منهم جملة صالحة من الكتب الجديدة الجيدة – والحمد الله – فكان أن وجدتُ رسالة للدكتور (محمد بن إبراهيم الحمد ) طبَعتها طبْعتها الأولى (عام 1438 هـ ) دار ابن الجوزي بالدمام ، وهي من القطع المتوسط وتقع في ( 47 ) صفحة بفارسها ، بعنوان ( ذوق الهدية ) ثم ختموها بمسرد لإصدارت المؤلف – حفظه الله – وعددها مائة وستة عشر إصدارا .
فسألت البائع عن قيمتها فقال – جُزي الخير – هي هدية فوق الكتب التي اشتريتَها فكانت كمسماها ( ذوق الهدية )
ومن باب ( تهادوا تحابوا ) أهديكم مقطعا منها لعل الله أن ينفع بها :
قال في ص ( 20 ) : ولا بأس أن تحمل الكلمات المصاحبة للهدية بعض الدعابة خصوصا إذا كان المهدى إليه قابلا لها ، وعالما بموقعه عند المهدي ، ومن طريف ما يذكر في هذا الشأن : ماذكره جورج صيدح أحد شعراء المهجر أن نعمة قازان – وكان صاحب محل أحذية – أهدى إلى توفيق ضعون حذاءا ، وأرفقه بهذين البيتين :
لقد أهديت توفيق حذاءا …. فقال الحاسدون : وما عليه
أما قال الفتي العربي يوما …. شبيه الشيء منجذب إليه !؟
فشكره توفيق على الهدية ، وأرسل له باقة من الورد وأرفق فيها هذين البيتين :
لو كان يهدى إلى الإنسان قيمته …. لكنتُ أسألك الدنيا وما فيها
لكن تقبلت هذا النعل معتقداً …. أن الهدايا على قدر مهديها .
ولا شك أن هذا من أدب التندر والفكاهة بين الأصحاب ، وإلا فإن النعل من جميل ما يهدى ، إذ هو أنواع ، وقد يهدى لمريض نوع من النعل ، أو لإنسان يهوى المشي ما يلائمه منها أو إلى إنسان يرغب في نوع من ذلك فيكون أوقع عنده من غيره .
وقال في (ص 18 ) : قال ابن قتيبة في عيون الأخبار : روى الزبير بن بكار عن عمه قال : كان الحارث بن عبدالله بن أبي ربيعة يجلس وعمرو بن عبيدالله بن صفوان ما يكادان يفترقان وكان عمرو يبعث إلى الحارث كل يوم بقربة من ألبان إبله ، فاختلف ما بينهما ، فأتى عمرو أهله ، فقال : لا تبعثوا للحارث باللبن ، فإنا لا نأمن أن يرده علينا ، وانقلب الحارث إلى أهله فقال : هل أتاكم اللبن ؟ قالوا : لا ، فلما راح الحارث بعمرو قال : يا هذا ! لا تجمعن علينا الهجرَ وحبسَ اللبن ، قال : أما إذا قلت هذا فلا يحملها إليك غيري ، فحملها من ردم بني جمح إلى أجياد .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .