السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
(يوسف بن محمد بن إبراهيم العتيق ) في عام ( 1420 هـ ) طبعت له مكتبة ( الصميعي ) الطبعة الأولى لكتاب عنوانه (من بطون الكتب ) الجزء الأول ، وقسمه إلى : مقدمة ، و قسم المقالات ، وقسم فوائد منتقاة من بطون الكتب ، بالإضافة إلى المراجع ، والفهارس المتنوعة في ( 233 ) صفحة .
ومما اختاره مؤلفنا في ص ( 161 ) : همة عالية :
حين يقرر بعض الناس أن يبحث مسألة علمية فإنه يراجع كتابين أو ثلاثة ، أو أكثر من ذلك ثم يظن نفسه قتل المسألة بحثا ، أو أن ما ذهب إليه هو الراجح ، ثم يضعف أقوال مخالفيه ، بل قد يرمي غيره بقصور الاطلاع وعدم التوسع في بحث المسألة .
وهنا شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – لما أراد أن يبحث مسألة علمية ، تتعلق ( بالعقيدة ولها صلة بكتب التفسير )، كم كتابا طالعه ؟ ثم ماذا كان حكمه النهائي ؟
انظر إلى تعبه الذي هو بحق يجب أن يكون مثلا يحتذى لكل طالب علم حريص على معرفة الحق بدليله .
قال رحمه الله تعالى :
ولقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة ، وما رووه من الحديث ، ووقفت من ذلك على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار أكثر من ( 100 ) تفسير أو أحاديث الصفات فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات الصفات . ا . هـ .
قلت ( أي المؤلف ) وقد قال شيخ الإسلام : ( مائة تفسير ) ، ولم يقل مائة مجلد مثلا ، فقد تكون بعض كتب التفسير عشرات المجلدات ، فيدل هذا على سعة البحث عنده والجلد عليه ، وكبر حجم المكتبة التي كان يملكها ، فهل يعي هذا بعض طلاب العلم ممن يستعجل في إصدار حكم قبل القراءة المتأنية فيه ؟! .
وهل يعي بعض طلبة العلم أهمية اقتناء الكتب والحرص على تكوين مكتبة ؟
فالكتب هي قوام البحث ، وتنوع الكتب وكثرتها معين على بحث أقوى وأنفع ، وهذا أمر مجرب معلوم أنه كلما كثرت الكتب زاد الباحث في بحثه وكان أقرب إلى الصواب من الباحث صاحب المراجع المحدودة .
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .