من مختارات أبي حكيم في الجمعة الخامسة عشرة وتوافق 1434/4/12 بحسب تقويم أم القرى
قال المحقق عبدالسلام بن محمد هارون في كتابه المتنوع ( كناشة النوادر ) – وكناشة بضم الكاف وتشديد النون – : ألفاظ حضارية : الجمة : لعل من المظاهر الحديثة التي قد نظن أنها محدثة لبس الشعر المستعار الذي نقلنا استعماله في الشرق حديثا من الفرنجة وهو ما تسمية اللغة الحديثة ( الباروكة ) – كلمة مشتقة من الفرنسية
وإنما هي بضاعتنا ردت إلينا فكان من أسلافنا من عهد قديم جدا من يلبسها وكانت تسمى بالعربية الفصيحة ( الجمة ) ( بضم الجميم وتشديد الميم ) يروي أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني ( قال أبو حكيم : هو كتاب أدبي كبير يقع في مجلدات وعليه ملاحظات وقد انتخبت كتب من هذا الكتاب وعليه ردود منها السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني لوليد الأعظمي ) أن ابن سريج هو أول من ضرب بالعود في الغناء العربي بمكة وقد كان رآه مع العجم الذين قدم بهم ابن الزبير – رضي الله عنه – لبناء الكعبة بعد
احتراقها وقد أعجب الناس بغنائهم فقال ابن سريج أنا أضرب به على غنائهم ··· الذي يعنينا فيما روى أبو الفرج هنا قوله : » أن ابن سريج كان أحمر ظاهر الدم سناطا ( بكسر السين وضمها الذي لا لحية له ) في عينيه قَبَل ( بفتح القاف والباء نوع من الحول ) وأنه بلغ خمسا وثمانين سنة فصلع فكان يلبس جمة مركبة « [ وأصل الجمة مجتمع شعر الرأس وما سقط منه على الكتفين ] · هذا والله تعالى أعلى وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأزواجه وأصحابه ومن تبعه ·