الجمعة الأولى / الثاني من محرم 1434هـ

من مختارات أبي حكيم في  الجمعة الأولى وتوافق   الثاني من محرم  :  1434 / 1 محرم  /2

1 –  من أول من بنى الكعبة ؟

 في كتاب : ( السيرة النبوية في فتح الباري جمع وتوثيق د · محمد الأمين بن محمد محمود الشنقيطي أستاذ مساعد في الجامعة الإسلامية )

قال في هامش ص 274 ما نصه : ( وقد ذكر العيني  – قال أبو حكيم   : هو من معاصري ابن حجر – رحمهما الله –  بل من منافسيه وله معه حكايات غفر الله لهما  * – :

 أنهم اختلفوا في أول من بنى الكعبة

 فقيل : أول من بناها الملائكة ليطوفوا خوفا من الله حين قالوا : [ أتجعل من يفسد فيها ] الأية .

وقيل : أول من بناها آدم عليه الصلاة والسلام ذكره ابن اسحاق.

 وقيل : أول من بناها شيث بن آدم عليه الصلاة والسلام – قلت ( أبو حكيم ) : وهو النبي الثاني صلوات الله وسلامه على جميع أنبيائه – الذي ورد اسمه في السنة :

في صحيح ابن حبان في حديث مرفوع عن أبي ذر – رضي الله عنه – أنه نزل عليه خمسون صحيفة ( وبعضهم يضعف هذا الحديث ) ،  والنبي الثاني المذكور في السنة :  يوشع بن نون صلى الله عليهما وسلم وحديثه في مسلم ليكون مجموع من عرف من الأنبياء باسمه ( 27 ) نبيا عليهم الصلاة والسلام – وكان في عهد آدم البيت المعمور فرفع .

وقيل : رفع وقت الطوفان .

وقيل : كانت ( 9 ) أذرع **  في وقت إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولم يكن لها سقف ولما بنتها قريش قبل الإسلام زادوا فيها ( 9 ) أذرع فكانت ثمان عشرة ذراعا ورفعوا بابها عن الأرض لا تصعد إلا بدرج أو سلم وذلك حين سرق ( دريق مولى بني مليح ) مال الكعبة – قلت : بنتها قريش وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم له من العمر 25 وقيل 35 سنة – .

وأول من عمل لها غلقان ( تبع )  ثم لما بناها ابن الزبير – رضي الله عنه- قلت : في زمن خلافته في عام 63 تقريبا – زاد فيها ( 9 ) أذرع أخرى فكانت سبعا وعشرين ذراعا وعلى هذا هي الآن .

عمدة القارئ 367 / 13 .

والله أعلم وأجل وأحكم وصلى الله على نبينا محمد .

* ابن حجر العسقلاني (أحمد بن علي الكناني العسقلاني، أبو الفضل773 – 852هـ) من عسقلان بفلسطين، مولده ووفاته بالقاهرة.عُيِّنَ قاضيَ قضاة الشافعية سنة 727هـ، وظل في هذا المنصب زهاء إحدى وعشرين سنة، وكان أثناء توليه القضاء يقوم بالتأليف والتدريس في عدة مدارس ومعاهد. وقد أصبح حافظ الإسلام في عصره .

– بدر الدين العيني ( محمود بن أحمد، أبو عبد الله: 762 -855هـ )، نسبة إلى عين تاب وهي على ثلاث مراحل من حلب؛ فهو حلبيُّ الأصل قاهريُّ الدار والوفاة. انتقل إلى مصر ولازم شيخه علاء الدين أحمد بن محمد السيرامي الذي كان يتولى التدريس في المدرسة البرقوقية الكبرى، وتلقى مختلف العلوم والفنون عنه. وقد ولِيَ في القاهرة الحسبةَ والقضاءَ ونِظارةَ السجون، وقيل إنها لم تُجمع لأحد قبله. فقد ولِيَ الحسبة بالقاهرة عوضا عن تقي الدين المقريزي سنة 801هـ، وولي قضاء الحنفية بها. ولما صُرف عن وظائفه عكف على التدريس والتصنيف؛ فأضحى من علماء مصر ومؤرخيها، ومن قضاة قضاتها.( كان قاضي القضاة الحنفية بالديار المصرية ). اختص البدرعيني بالمَلِكِ الأشرف، وارتفعت منزلته عنده بحيث كان يقرأ له التاريخ الذي جمعه له باللغة العربية ويُفسره له بالتركية لتَقَدُّمِهِ في اللغتين .

وأتي في طليعة شروح ” صحيح البخاري ” التي ظهرت في ” القرن التاسع ” ، شرحان كُتب لها الذيوع والشيوع:
أولهما: فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ( أحمد بن علي 852هـ)
وثانيهما: عمدة القاري في شرح صحيح البخاري للبدر العيني ( محمود بن أحمد 855هـ)  .

وللكشف عما اختلف فيه بان حجر عن البدر العيني، وضع عبد الرحمن البصيري 1935م؛ أحد علماء ليبيا، كتابا يحمل عنوان :(مبتكرات اللآلئ والدرر في المحاكمة بين العيني وابن حجر ) ، جعل الخصومة بين شرحيهما لصحيح البخاري موضوعاً لكتابه، وقد وضع أوجه الخلاف بين الرجلين في( 343 )  ثلاث وأربعين بعد الثلاثمائة مسألة ، وأطلق على كل مسألة اسم محاكمة . وهو موجود في المكتبة الوقفية على الشبكة .

** الذراع = 49.327477 سم  ) كما قرره محمود فاخوري وصلاح الدين خوام في كتابهما : ( موسوعة وحدات القياس العربية والإسلامية وما يعادلها بالمقادير الحديثة ) ،  ص 25

اترك تعليقاً