الجمعة الثلاثين / الاول من شعبان لعام 1438هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة المائتين وثلاث وثلاثين (233) في تعداد الجمع ، والثلاثين (30 ) في عام ( 1438هـ ) وتوافق ( 1 / 8 / 1438 هـ ) بحسب الرؤية لا التقويم .

من منقولي : من الشبكة العالمية : ( زهر الآداب وثمر الألباب )  كتاب أدبي جمعه أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني (ت413هـ، 1061م) أديب من أدباء المغرب مؤلف وناثر بليغ. وهو معاصر الشاعر المشهور أبي الحسن الحصري القيرواني وبينهما قرابة. والحصري، أبو الحسن هو صاحب القصيدة المشهورة ياليل الصّبّ ( وقد تكلمت عنها في المختارة رقم ( 217 )  

وزهر الآداب كتاب أدبي محض لم يتناول فيه المؤلّف شيء من النحو والتّصريف واللّغة ، بل قصره على فنون القول من شعر ونثر وما يتَّصل بذلك من ضروب البلاغة وجمال الصِّياغة وإصابة التشبيه وحُسن الإنشاء وجودة الخطابة.

والكتاب قائم على الجمع والرّواية، لم يُعنَ صاحبه بتمحيص الأخبار والأشعار ومناقشتها والتعليق عليها. كما أن الكتاب لم يمش على نهج معيّن أو أسلوب مدروس، وإنما هو مجموعة نصوص وأخبار جمعها الحصري في أزمان متباعدة ثم ألف بينها دون ترتيب معين. فهو يتحدث، مثلاً، عن ( الزبرقان بن بدر ) ثم ( علية بنت المهدي) ثم عن (الرسول r ) وبعض أقواله في الشعر والبيان وغير ذلك، ثم يعود للحديث عن (زهير بن أبي سلمى)  وشعره، هكذا دون ترتيب أو تبويب، وهذا ماجعل بعض القدماء يصف هذا الكتاب بأنه :  مؤلَّف جمع كل غريبة.

والغالب على موضوعات الكتاب الجدُّ، فهو محصور في دائرة الخُلق والدين بعيدًا عن العبث والمجون؛ لأن فيه أخبار الرسول r والصحابة y  والتابعين رحمهم الله  وأقوالهم. فكأن المؤلِّف أراد تنزيه الكتاب عمّا يشين لما كان مشتملاً على أخبار السَّلف الصَّالح. والذي يؤكد ذلك أن الحصريّ نفسه صنّف كتابًا آخر سمّاه : ( جمع الجواهر في المُلَح والنوادر). ويُعرف باسم (ذيل زهر الأداب )، فلعلّه ألحق فيه من الأخبار ما تحاشى ذكره في الكتاب الأول، وهو منهج مقبول.

وقد أبان المصنّف عن منهجه في مقدمة الكتاب فقال: “هذا كتاب اخترت فيه قطعة كافية من البلاغات في الشعر والخبر والفصول والفقر مما حسن لفظه ومعناه… وليس لي في تأليفه من الافتخار أكثر من حسن الاختيار. واختيار المرء قطعة من عقله”.

وقد عُني أبو إسحاق الحصري بموضوع الوصف عناية خاصة، فأكثر من إيراد النصوص في وصف الليل والبلاغة والماء والرعد والبرق وغيرها. وغلب السجع على أسلوب الكتاب وهو أسلوب ذلك العصر. طبع الكتاب طبعات عديدة مشروحة ومضبوطة ومفهرسة.

وهذا من محفوظاتي في ملفاتي وقد قال المؤلف (واختيار المرء قطعة من عقله ).

  ولا أدري أناقله أم اخترته من الكتاب  فإن تكن الأولى فجزى الله خيرا من نقلت منه وإن تكن الأخرى فالحمد الله .

( الأضبط بن قريع السعدي  شاعر جاهلي  وهو مطلق المثل الشهير  : ” حيثما أوجه ألق سعدا ” 

وذلك أنه نقم على قومه لشتمه وإيذائه فتحول عنهم إلى حي من العرب فوجدهم يؤذون ساداتهم فقال مثله .

ومن ذلك قول أبو تمام :

فلا تحسبن هندا لها الغدر وحدها

سـجيـة نفـس ، كـل غانـيـة هـند .

وللأضبط أبيات جميلة في الحكمة قالها في الجاهلية :

لكُلِّ ضِيقٍ مِن الأُمُورِ سَـعُـهْ * * * والصُّبْحُ والمُسْىُ لا بَقاءَ مَعَهْ

ما بال من سره مصابك لا  ***  لا يملك شيئا من أمره وزعه .

أذود عن حوضه ويدفعني *** ياقوم ، مَن  عاذري من الخُدعة

حتى إذا ما نجلت عمايته *** أقبل يلحى وغيه فجعه

قد يَجْمَع المالَ غـيرُ آكِـلِـهِ * * * ويَأْكُلُ المالَ غيرُ مَنْ جَمَعَـهْ

ويقطع الثوب غير لابسه *** ويلبس الثوب غير من قطعه

اِقْنَعْ مِن العَيْشِ ما أَتـاكَ بـهِ * * * مَن قَرَّ عَيْناً بعَيْشِهِ نَـفَـعَـهْ

( ويروى ) :

فاقبل من الدهر ما أتاك به *** من قر عينا بعيشه نفعه

فَصِلْ حِبالَ البُعِيدِ إِنْ وَصَلَ ال * * * حَبْلَ، واقْصِ القَرِيبَ إِنْ قَطَعَهْ

 

فلا تُهِينَ الكَـرِيمَ عـلَّـكَ أَنْ * * * تَرْكَعَ يوماً والدَّهْرُ قد رَفَعَـهْ

( ويروى ) :

ولا تعاد الفقير علك أن *** تركع يوما والدهر قد رفعه .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

قال أبو حكيم وفي مساء يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر شعبان من عام ثمانية وثلاثين وأربع مائة وألف كنت أقرأ في كتاب ( السيرة العمرية  دراسة محققة لسيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) ،   تأليف موسى بن راشد العازمي  فوجدت   في ( صفته الخلقية )  :  فقد كان ” آدَمَ ، طِوالا جدا ، قد  فَرَع الناس ، جسيما  جَلِيدا أصلع أعسَرَ يَسَرَ

ثم قال في الهامش : قال ابن الأثير في النهاية ( 5 / 256 ) أعسر أيسر  : هو الذي يعمل بيديه جميعا ، ويسمى الأضبط .

قال أبو حكيم ناسب بيان معنى اسم الشاعر الذي في المقال الأضبط السعدي . 

اترك تعليقاً