الجمعة التاسعة والثلاثين / الرابع من شوال لعام 1440هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثالثة و الأربعين بعد الثلاثمائة ( 343) في تعداد الجمع ، والتاسعة والثلاثين ( 39 ) في عام ( 1440هـ ) وتوافق ( 4 / 10 / 1440 هـ ) بحسب التقويم والرؤية

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

أعاد الله علينا العيد والمسرات ونحن وإياكم بأحسن حال ، وشعائر ديننا ظاهرة في بلادنا وترتقي على كل حال لنحصل على خير مآل ، وحمى الله بلادنا بحماية دينه ورفعها برفعه ، فقد حكى الله تعالى عن أهل القرى في كتابه الكريم في سورة الأعراف فقال جل من قائل عليم : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ … (97 ) .

وحديثي اليوم حول ما شاهدته ليلة العيد- وفي كل عيد فطر يعود هذا المشهد ويتكرر ( وغيري يشاهد أضعافه ) ، وهو : تجمع كثيف عند ( صوالين الحلاقة ) ، لتهذيب شعور رؤوسهم وربما ( ومع الأسف ) لحقها حلق لحية أو تشذيبها  أو ما تقوم به بعض  النساء من إزالة بعض الشعر عن أجسادهن .  ومن عادة الناس وليست بغريبة :  تأجيل العمل إلى آخر لحظة …

ومن طريف ما وافّق به القدر أن وقعتُ على ( كتيب لطيف ) اسمه ( الشَّعْرُ في الفقه الإسلامي ) ، وشكّلتها حتى لا يتبادر إلى ذهنك المبارك ، كلمة الشِعر ،  كما تبادر إلى ذهني أول ما قرأت العنوان في مكتبة العبيكان  .

حيث قمت في رمضان بزيارة مكتبة العبيكان – فرع عنيزة –  للاستفادة من ما أسميته ( مهرجان بيع الكتب الثاني) ( على

تحفظ شيخنا بكر أبو زيد عليه رحمات الله على كلمة ” مهرجان ” ) ، ولكن استعملتها لأنها دارجة – وأسأل الله عفوه – وللعلم الذي قد ينفع ولا يضر ، الأول كان في ذي القعدة من عام ( 1438 هـ )- ،   وهو عرض بيع على عناوين كثير من الكتب بـ ( “5 ”  إلى ” 10 ”  ريالات فقط ) لكل كتاب ، والعرض ما زال مستمرا حتى اليوم – على حسب علمي القاصر –  .

فكان هذا الكتاب :

 ( الشَّعر في الفقه الإسلامي ، للدكتور مبارك بن محمد بن حمد الدعيلج  ، طبعَهُ الطبعة الأولى عام (1424 هـ ) ويقع الكتاب في ( 1086 ) صفحة . نعم جاوز الألف صفحة بفهارسه ومراجعه وقد أَخَذَت من الكتاب قريبا من ( 130 ) صفحة  .

ولعل لطيفا منكم يقول :  ماذا عسى أن يُكتب عن الشَّعْر في ( 1000 ) صفحة  ، وأقول :

يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصرَ ما * قد حدثوك فما راء كمن سمعا ؟

، فعليك بالكتاب فقيمته المادية الزهيدة تغري بشرائه وشراء ما حوله من الكتب دخولا في بركته – لما فيه من إثراء – حيث جمع أقوال المذاهب في المسائل التي تتعرض للشعر بالدليل ثم الترجيح ، وتكلم المؤلف في كتابه :  عن الكتب السابقة في الشعر، وليس فيها كتاب جامع ، إنما مسائل : كاللحية ووجوب إعفائها وتحريم حلقها ، والخضاب و النمص .

 ثم جاءت فصول الكتاب ،  الفصل الأول : الشَّعْر في الطهارة بمباحثه ومطالبه وتفريعاته ( 215 صفحة ) .

 الفصل الثاني : الشَّعْر في الصلاة  ( 33 صفحة ) .

الفصل الثالث : الشَّعْر في الصوم ( 3 صفحات )    ، الفصل الرابع  : شعر المحرم والمضحي ، ( 317 صفحة تقريبا )

الفصل الخامس : النظر إلى الشَّعْر ومسه  ، الفصل السادس : الشَّعْر والبلوغ ،  السابع  : الشَّعْر والجنايات  ، الثامن : شعر اللحية  ، التاسع : قص الشارب  ، العاشر : شعر الرأس  ،  الحادي عشر : شعر الإبط ، والعانة ، وباقي الجسم ،  الثاني عشر : النمص ، الثالث عشر : صبغ الشَّعْر  ، الرابع عشر  : الشَّعْر والوفاة  .

ثم خاتمة الكتاب وتتضمن خلاصة لأهم النتائج وفيها (118 ) خلاصة .

ومن النكات التي فيها  : ( 2 :  إن الشعور الداخلة في حد الوجه بالاتفاق هي : العذاران  ، والعارضان ، والحاجبان ، والأهداب ، والسِبالان ، و العنفقة ، والفنيكان – وكذا اللحية ما كان من شعر في حد الوجه لا يتجاوزه .

3 :  إن المواضع المختلف فيها هي : النزعتان ، والتحذيف ، وشعر الأغم ، والصدغان ، وأن الراجح أن النزعتين وشعر الأغم ، والصدغين ، والتحذيف  – من شعر الرأس .

ومعنى ما سبق :

العذاران  : يبدأن من العظم الناتئ عند الأذن ، وينتهي بالذقن الذي هو مجمع اللحيين .وللفقهاء فيه ( 3 ) أقوال .

العارضان : صفحة الخد لا الشعر  ،  فالعذار والعارض عند علماء اللغة واحد .

 السبالان : حرفي الشارب ، المنحدرين على جانبيه ، المتصلان باللحية .

العنفقة : الشعر النابت أسفل الشفة السفلى …

الفنيكان  :  الشعر النابت أسفل الشفة السفلى ، فوسطه عنفقة وما عن يمينه وشماله فنيكان ، وهما محاطان بالسبالين .

النزعة : ما انحصر من جانبي الجبهة .

التحذيف : الشعر النابت بين العذار والنزعة من جهة الوجه فهو محدود من الجهات الأربع : بالعذار ، والنزعة ، والصدغ ، وجهة العين .

شعر الأغم :  يكون من جهة القفا ومن جهة الجبهة ويراد به عند الفقهاء: أن يسيل الشعر حتى تضيق الجبهة  ، وفقهاء الحنابلة يعبرون عنه ب ( الأفرع ) بدل ” الأغم ” ، ويعنون به : من ينبت شعره على جبهته .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

اترك تعليقاً