الجمعة الثلاثين / التاسع والعشرين من رجب لعام 1440هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الرابعة و الثلاثين بعد الثلاثمائة ( 334) في تعداد الجمع ، والثلاثين ( 30 ) في عام ( 1440هـ ) وتوافق ( 29 / 7 / 1440 هـ ) بحسب التقويم

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

العلامة محمد بن صالح العثيمين شيخنا وعالمنا ومفخرة  منطقتنا بله بلدنا – عليها شآبيب الرحمة نازلة ما ذر قرن الشمس طالعا واختفى في الأفق البعيد غاربا ، فقد نفع الله به الأمة ، لا حرمه الله الأجر مضاعفا ، ونفعنا الله بعلمه ، فقد أوتي من بركة العلم وتسهيله لطالبه ما ندعوا له به أن يسهل الله له الفردوس الأعلى  ، وصلى لله وسلم وبارك على النبي محمد …

أصدرت مؤسسة الشيخ  كتيبه قوي المعنى لطيف المبني  غزير الفائدة  ( فتاوى في الصيد والرحلات البرية ) وهو الإصدار رقم ( 75 )  ويقع 133 صفحة وطبع طبعته الأولى من هذا العام ( 1440 هـ ) .

وسبب الإشارة إلى هذا الكتاب :  أن كنت البارحة بعيد المغرب  في مجلس عامر وتكلم فيه من عَمَرَهُ بالسؤال عن ( الدُّخَّل )  نوع  من الطيور النازلة ( المهاجرة ) ، وهل جاء؟ ، ( وهو طائر صغير – عدة أنواع –  يحبه  أهل الصيد من أهل القصيم  – وربما غيرهم – ، ويعانون فيه ما يعانون من أجل صيده ) ،  فذكر من ذكر أنه شاهده منذ أسبوع ، وأنه يوجد في شجر الوديان ، وفي بعض المزارع وربما في بعض شجر الشوارع  ، فتواعد مجموعة منهم على الخروج  نزهة وصيدا  ، وكنت وقعت على كلام لشيخنا العلامة ابن عثيمين – رحمه الله –  حول هذا الموضوع ، قال فيه بنصه  جوابا على سؤال : هل للصيد آثار ومصالح للناس ؟

الجواب : إن الصيد يبهج النفس ويسرها ، ويعطي الإنسان نشاطا وحيوية لا يعرفها إلا أهل الصيد ، فتجدهم يجدون لذة ، وسرورا ، ومتعة ، وإن كانوا يتعبون ، ويطاردون الطيور ، والحيوانات ، ويخرجون إليها في الليالي الباردة والأيام الحارة .

وكذلك – أيضا –  في الصيد مصلحة  تعلم الرمي ، وتعلم الرمي من الأمور المشروعة ، قال الله تعالى  : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ( الأنفال 60 )  قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ” ( أخرجه مسلم ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” ارموا واركبوا ، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ) ( أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة ) .

في الكتاب ( مائة واثنتان وسبعون فتوى تتعلق بالصيد والرحلات البرية  ) جعلها القسم العلمي في المؤسسة على الأبواب التالية :

  • فتاوى عامة في الصيد ( وهذا العنوان من عند أبي حكيم ) ، وفيه ( تسع وعشرون ) فتوى  .

  • ثم ( فتاوى آلة الصيد ) ، من الفتوى ( ثلاثين ) ، إلى  ( الحادية والثمانين ) .

  • ثم ( فتاوى الطيور والحيوانات ) ، من الفتوى ( الثانية والثمانين ) ، إلى الفتوى ( المائة ) .

  • ثم ( فتاوى الرحلات ) ،  من الفتوى ( من المائة وواحدة ) ، إلى الفتوى (  مائة واثنتين وسبعين ) .

في مقدمة الكتاب :  استجابة لطلب القراء الكرام في جمعها وإخراجها مفردة لتسهيل الرجوع إليها  ، قام القسم العلمي بمؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية ، بجمع  المادة العلمية ذات العلامة من مؤلفات الشيخ – رحمه الله تعالى – وترتيبها موضوعيا … .

قال أبو حكيم  : ومن الجميل لمن أراد الخروج في – نزهة أو صيد – لو صحب معه مثل هذا الكتاب  ، فسوف ينقطع كثير من الجدل ، الذي لو سكت من لا يعلم لانتهى ،  ولكن أنى ذلك .

وبعون الله وتوفيه  ثم بكلام شيخنا العلمي الرصين  المؤصل والمقرَّب لأفهام الناس ينقطع كثير من الجدل لمن رام الحق  ، فلا يحتاج فهم كلامه وفتواه لإعمال فكر وكد عقل بل هو سهل ميسر ، فسبحان من أعطاه هذه القدرة  …

ومن لطيف فتوى الشيخ في هذا الكتاب قوله في الفتوى ( 121 )  وهذه تحصل في مساجد المحطات على الطريق أو في غيره ممن تتوارد عليه الجماعات  :  فنص السؤال : ( ما توجيهكم لبعض الناس الذين يتدافعون الإمامة في الصلاة ، إذا كانوا في نزهة أو سفر ، وحضرت الصلاة وأقيمت ؟

الجواب  : إذا كان بعض الناس في نزهة أو سفر وحضرت الصلاة وأقيمت تدافعوا ، كل منهم يقول لغيره : تقدم أنت ، وربما تنتهي إلى أسوائهم ، فينقاد ويؤُمُهم ، وقد ذكر الإمام أحمد في رسالة الصلاة  : ” أنه إذا أمَّ القوم وفيهم من هو خير منه  فإنهم لا يزالون في سَفَال )  ، أي : انحطاط وتأخر ونزول  ، لأنه يجب أن يتولى الأمور من هو أحق بها . ا.هــ .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

اترك تعليقاً