السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله الرحمن الرحيم : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ..) فهو حدث عظيم في وقت عظيم ، وهو رحمة في رحمة ، ورحمة الله وسعت كل شيء .
بارك الله لي ولكم هذا الشهر الكريم
إخوتي كتاب : (الترغيب والترهيب من الحديث الشريف ) للإمام الحافظ : (زكي الدين عبدالعظيم بن عبد القوي المنذري المتوفى عام (656 هـ) ، وهو عالم كبير في الحديث ، بل قال الذهبي عنه : (عديم النظير في علم الحديث ، على اختلاف فنونه عالما بصحيحه وسقيمه ومعلوله وطرقه ) ، طبعته دار الإيمان في دمشق وبيروت في أربعة مجلدات – في خزانتي الطبعة الثالثة بدون تاريخ وقد ضممته لمكتبتي – والحمد الله – في عام ( 1412 هـ ) ، قام الشيخ العلامة وسيد أهل الحديث في عصر الشيخ : محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – بتحقيق الكتاب فأخرج ( صحيح الترغيب والترهيب – يوجد منه نسخة حاسوبية من المكتبة الشاملة بصيغة ( وورد ) في ثلاثة أجزاء طبعته دار المعارف . وفي خزانتي والحمد الله – المجلد الأول من الصحيح من الطبعة المذكورة ويقع المجلد في ( 546 صفحة )، من الطبعة الثالثة ( 1409 هـ ) . ومنها سأنقل لكم – إن شاء الله – .
ولكن قبل ذلك ها هنا سؤال : إذا كان المنذري على هذه الدرجة من العلم بالحديث فكيف أخرج الضعيف في كتابه ؟
والجواب ما قاله الألباني – رحمه الله- : ( التزم في كتابه (الترغيب والترهيب) التمييز بين القوي والضعيف من الحديث إلا أنه سلك في بيان ذلك سبيلا وعرا فيه كثير من الإجمال والغموض ، مما يجعل الاستفادة منه للتمييز الذي رمى إليه قليلة بل ضائعة … ( ثم أورد طريقة المنذري في كتابه وألفاظه التي استعملها ) ومن أرادها فعليه بصفحة ( 14 ) من المقدمة في المجلد الأول من الطبعة سالفة الذكر .
من كتاب الصوم ( وفيه أبواب) نأخذ بعض المبشرات ( الترغيب ) :
وعن جابر – رضي الله عنه – عن نبي الله – صلى الله عليه و سلم – قال : ( الصيام جُنة يستجن بها العبد من النار) رواه أحمد بإسناد حسن والبيهقي .
وعن أبي أمامة -رضي الله عنه – قال : ( قلت يا رسول الله : مرني بعمل ، قال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له ، قلت يا رسول الله : مرني بعمل ، قال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له ، قلت يا رسول الله : مرني بعمل ، قال : عليك بالصوم فإنه لا مثل له ) . رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه هكذا بالتكرار ، وبدونه وللحاكم وصححه
وفي رواية للنسائي ( صحيح ) قال : أتيت رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فقلت يا رسول الله : مرني بأمر ينفعني الله به ، قال : ( عليك بالصيام فإنه لا مثل له ) ورواه ابن حبان في صحيحه ( صحيح ) في حديث ، قال : قلت يا رسول الله : دلني على عمل أدخل به الجنة ، قال : ( عليك بالصوم فإنه لا مثل له ) .
قال فكان أبو أمامة لا يرى في بيته الدخان نهارا إلا إذا نزل بهم ضيف .
وعن عمرو بن عبسة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم – : ( من صام يوما في سبيل الله بعدت منه النار مسيرة مائة عام ) رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد لا بأس به
وعن أبي هريرة -رضي الله- عنه أن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قال : ( من صام يوما في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا ) .
رواه النسائي بإسناد حسن والترمذي من رواية ابن لهيعة وقال حديث غريب ورواه ابن ماجه من رواية عبد الله بن عبد العزيز الليثي وبقية الإسناد ثقات .
وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- : ( من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض ) رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن .
هذا غيض من فيض ومن قرأ الكتاب وجد بعد الترغيب الترهيب من فطر يوم من رمضان من غير عذر ثم الترغيب بصيام ست من شوال ، ثم الترغيب في صيام يوم عرفة لمن لم يكن بها ، ثم الترغيب في صيام شهر الله المحرم ، ثم الترغيب في صيام يوم عاشوراء ، ثم الترغيب في صيام في شهر شعبان .
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .