الجمعة الرابعة والثلاثين / الثاني من رمضان لعام 1436هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة السادسة والثلاثين بعد المائة (136 ) في تعداد الجمع ، والجمعة الرابعة والثلاثين ( 34 ) من عام 1436 هـ وتوافق ( 1436/9/2 هـ ) بحسب الرؤية والتقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله الرحمن الرحيم : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ..)  فهو حدث عظيم في وقت عظيم ، وهو رحمة في رحمة ، ورحمة الله وسعت كل شيء .

بارك الله لي ولكم هذا الشهر الكريم

إخوتي كتاب : (الترغيب والترهيب من الحديث الشريف ) للإمام الحافظ  : (زكي الدين عبدالعظيم بن عبد القوي المنذري المتوفى عام (656 هـ) ، وهو عالم كبير في الحديث ، بل قال الذهبي عنه : (عديم النظير في علم الحديث  ، على اختلاف فنونه  عالما بصحيحه وسقيمه ومعلوله وطرقه ) ، طبعته دار الإيمان في  دمشق وبيروت  في أربعة مجلدات – في خزانتي الطبعة الثالثة  بدون تاريخ  وقد ضممته لمكتبتي – والحمد الله –  في عام ( 1412 هـ ) ،  قام الشيخ العلامة  وسيد أهل الحديث في عصر الشيخ : محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله –  بتحقيق الكتاب فأخرج  ( صحيح الترغيب والترهيب – يوجد منه نسخة حاسوبية  من المكتبة الشاملة  بصيغة ( وورد )   في ثلاثة أجزاء  طبعته دار المعارف  .  وفي خزانتي والحمد الله – المجلد الأول  من الصحيح من الطبعة المذكورة ويقع المجلد في ( 546 صفحة )، من الطبعة الثالثة  ( 1409 هـ ) . ومنها سأنقل لكم – إن شاء الله – .

ولكن قبل ذلك  ها هنا سؤال : إذا كان المنذري على هذه الدرجة من العلم بالحديث فكيف أخرج الضعيف في كتابه ؟

والجواب ما قاله الألباني – رحمه الله- : ( التزم في كتابه (الترغيب والترهيب)   التمييز بين القوي والضعيف من الحديث إلا أنه سلك في بيان ذلك سبيلا وعرا  فيه كثير من الإجمال والغموض ، مما يجعل الاستفادة منه للتمييز الذي رمى إليه قليلة بل ضائعة … ( ثم أورد طريقة المنذري في كتابه وألفاظه التي استعملها ) ومن أرادها فعليه بصفحة ( 14 ) من المقدمة في المجلد الأول من الطبعة سالفة الذكر .

من  كتاب الصوم ( وفيه أبواب)  نأخذ بعض المبشرات ( الترغيب )   :

وعن جابر – رضي الله عنه – عن نبي الله – صلى الله عليه و سلم – قال : (  الصيام جُنة يستجن بها العبد من النار)   رواه أحمد بإسناد حسن والبيهقي .

وعن أبي أمامة -رضي الله عنه – قال :  ( قلت يا رسول الله : مرني بعمل ، قال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له ، قلت يا رسول الله : مرني بعمل ، قال  : عليك بالصوم فإنه لا عدل له ، قلت يا رسول الله : مرني بعمل ، قال : عليك بالصوم فإنه لا مثل له ) . رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه هكذا بالتكرار ، وبدونه وللحاكم وصححه
وفي رواية للنسائي ( صحيح ) قال  : أتيت رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فقلت يا رسول الله  : مرني بأمر ينفعني الله به ،  قال  : ( عليك بالصيام فإنه لا مثل له )  ورواه ابن حبان في صحيحه ( صحيح ) في حديث ، قال :  قلت يا رسول الله :  دلني على عمل أدخل به الجنة ،  قال  : ( عليك بالصوم فإنه لا مثل له  ) .
قال فكان أبو أمامة لا يرى في بيته الدخان نهارا إلا إذا نزل بهم ضيف  .

وعن عمرو بن عبسة – رضي الله عنه – قال  : قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم – : ( من صام يوما في سبيل الله بعدت منه النار مسيرة مائة عام )  رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد لا بأس به

وعن أبي هريرة -رضي الله- عنه أن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قال : ( من صام يوما في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا ) .
رواه النسائي بإسناد حسن والترمذي من رواية ابن لهيعة وقال حديث غريب ورواه ابن ماجه من رواية عبد الله بن عبد العزيز الليثي وبقية الإسناد ثقات  .

وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه-  قال : قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- : (  من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض )  رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن  .

هذا غيض من فيض  ومن قرأ الكتاب  وجد  بعد الترغيب الترهيب من فطر يوم من رمضان من غير عذر ثم الترغيب بصيام ست من شوال ، ثم الترغيب في صيام يوم عرفة لمن لم يكن بها  ، ثم الترغيب في صيام شهر الله المحرم ، ثم الترغيب في صيام يوم عاشوراء ، ثم الترغيب في صيام في شهر شعبان . 
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً