من مختارات أبي حكيم في الجمعة المائتين والثالثة و الثمانين ( 283) في تعداد الجمع ، والثلاثين ( 30) في عام ( 1439هـ ) وتوافق ( 27/ 7 / 1439 هـ ) بحسب التقويم .
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله : فتن هذا الزمان وعجائب هذا العصر لا تنقضي -ومن يعش رجبا يرى عجبا – فالفتن تترى متلاحقة وكما أخبر الحبيب عليه الصلاة والسلام 🙁 تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا) .
كل فترة وأخرى يخرج إلينا من ينعب كنعيب الغراب ليثير شبهة شيطانية ليصرف الناس عن الخير إلى شر قد عرف مداه ، ويسوق الناس إلى جادة غير مطروقة قد ملئت بشياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، ولكن الهداية توفيق وليست اختيارا ، فمن يضلل لله فلن تجد له وليا مرشدا .
ثم العجب والعجب لا ينقضي ، يستدل على خطل قوله بفعل فلان وفلانة ممن خرج عن أمر الشرع ويجعل فعلهم هو الأصوب والأقوى ، مع اتفاق عقلاء الناس أن عقول البشر وأفعالهم ليست مرجعا شرعيا إلا ما كان من أصحاب الرسالة عليهم صلوات الله وسلامه وهم يأتمرون بأمر ربهم سبحانه .
نسأل الله أن تكون قلوبنا كالصفا لا تضرها فتنة ما دامت السموات والأرض .

والمخرج والوقاية من كل فتنة : فهم القرآن والسنة كما فهمه السلف الصالح والعمل بهما والدعوة إليهما والصبر على ما نلقى … قال الشيخ المنجد في موقعه :
( 279871 شبهة حول تكاثر الشر بمرور الأعصار :
روى البخاري في صحيحه (7068).عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الحَجَّاجِ، فَقَالَ: ( اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ. سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .
وهذا الحديث يثبت أن كل زمان بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم فيه من الشر أكثر من الزمن الذي سبقه .
وفي مقابل هذا : صحّ أنه بعض الأزمان كان يظهر فيها من الشر أقل من الزمن الذي سبقها، كعهد خلافة عمر بن عبد العزيز مقارنة بالفترة التي سبقته والتي شهدت إمارة الحجاج وما كان فيها من الظلم. وكذلك ما أخبر به الوحي عن فترة المهدي في آخر الزمان، فهي خير من الفترة التي تسبقها.
