الجمعة الحادية عشر / الثالث عشرة من ربيع اول لعام 1439هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة المائتين والرابعة والستين ( 264 ) في تعداد الجمع ، والحادية عشرة ( 11 ) في عام ( 1439هـ ) وتوافق ( 13 / 3 / 1439 هـ ) بحسب التقويم .

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله  :

  • قبل البدء ، قال الألباني رحمه الله في صحيح الجامع الصغير وزيادته ، ( ص 72 وما بعدها مج 1 ) طبعة المكتب الإسلامي الطبعة الثانية 1406هـ : الحديث رقم (73 )عن سهلِ بن سعدِ وجابرٍ وعلي ٍ  y قالوا :  قال رسول الله r : ” أتاني جبريلُ ، فقال : يا محمد! عِشْ ما شئتَ فإنك ميتٌ  ، وأحببْ من شئت فإنك مفارقُه  ، واعملْ ما شئتَ فإنك مجزيٌ به ، واعلمْ أن شرفَ المؤمنِ قيامُه بالليل ، وعزُه استغناؤه عن الناس ” .حديث حسن . 

  • وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة t كما عند الحاكم : الحديث رقم (81 ) أن رسول الله r قال : ” أتحبون أيها الناسُ أن تجتهدوا في الدعاءِ ؟ قولوا : اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك “

سمعا وطاعة : اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .

ومقال اليوم يبدأ بالحمد الله  أن أصبح الوصول إلى الكتاب ( الورقي ) سهل ، مع هذه التقنية فيمكنك التواصل مع البائعين عن طريق حساباتهم في ” تويتر أو الواتس أب ” وغيرهما ، وفي الأغلب يصل الكتاب لمنزلك ، عن طريقهم مباشرة ، أو عن طريق شركات الشحن – والأسعار تتفاوت-   وهذا يعطيك فرصة التنوع في عناوين كتبك كما يوفر عليك الوقت في التنقل  بين المكتبات ، والبحث عن الكتاب تليدِهِ وَطَرِيْفِهِ ، وإن كنتَ تعيش في بلدة كبلدتي العامرة ” الخبراء ” فستجد هذه النعمة مضاعفة ، وذلك أن في محيط بلدتي من منقطة القصيم المباركة ، توجد المكتبات ذات القيمة العلمية في بريدة وعنيزة ( مثل جرير  ، والعبيكان – في عنيزة دون بريدة  – والصميعي – والأمة –   أما الرشد ففي بريدة  وفيها  العصيمي ” التدمرية ” – والجامعة – ومكتبة الطلبة الحديثة –  ومكتبة المجتمع – والزهراء )   ،  وتبعد مسافة خمسين إلى ستين كيلاً ،  أما الرس – فعلى حدِّ علمي –  ففيه مكتبة وحيدة “الفلاح ”  ولا تناسب  حجم الرس ، ولكن الزواج من عود خير من قعود .

ومما يذكر في هذا الشأن أني غردت عن هذا الأمر بحسابي بتويتر – أقصد عدم وجود مكتبات لبيع الكتب في محيط مئات الكيلوات  ما بين القصيم والمدينة والقصيم والطائف ، ثم بعد مدة ردت على تغريدتي (مكتبة البرهان بريدة) عبر حسابهم بتويتر  ، وأنهم يوصلون الطلبات لجميع مناطق  القصيم بإضافة ( 20 ) ريالا ، على الطلب ولم أتعامل معهم بعدُ  ، و منذ برهة من الزمن ( وبرهة كما في المعجم الوسيط : المدة الطويلة من الزمن ) ، تعاملت مع حساب تويتر ( سوق الكتبيين بجدة ) ، واستفدت منهم في توفير بعض الكتب بأسهل الطرق- والحمد لله تعالى والشكر له ثم لهم على حسن التعامل- ، ومن ذلك مثلا كتاب ( موسوعة العذاب ) لعبود الشالجي ( سبعة مجلدات ) ، وكنت قرأت عنه قديما في أحد كتب الدكتور غازي القصيبي – رحمه الله –  وبحثت عنه في مكتبات المملكة – على قدر جهدي وطاقتي القليلة – لسنوات ، ولم يتيسر الحصول على نسخة منه  ، وفي ربيع الثاني عام ( 1437 ) وجدت إعلانا في حساب ” تويتر لسوق الكتبيين”  عن هذا الكتاب وربما كانت نسخة وحيدة على ما أذكر  ، فحجزته وطلبت إرساله ففعلوا ( وإن كانت قيمته  700 ريال )  ولا تسأل عن القيمة !! ، فلذة الحصول على المأمول ،  لا تقدر بقيمة – أسأل الله تعالى أن يؤتينا مأمولنا من الفردوس الأعلى – .

وخلال هذا الأسبوع الذي نعيش طَيّهُ ، وجدت حساب ( كتب مستعملة ) في تويتر قد تابع حسابي فدخلتُ عليه ووجدت عنده  مجموعة من الكتب الجيدة ، وشبه الجديدة فحجزت من عنده جملة صالحة  ، -والقيمة مع التوصيل-  ، فلما وصل إليَّ وجدته شاباً قد بدأ لتوه مشروعا تجاريا ، فهو في أول خطوات مشروعه  -أسأل الله تعالى أن يوفقه –  ، ووعدت أن أكتب عن مشروعه لا عن شخصه  – فلا أعرف اسمه شخصياً بعد – إنما كان الرابط بيننا مجموعة من الكتب كنت المشتري وكان البائع ، وهذا أحد هذه البضاعة الثمينة : ( معالم في طريق طلب العلم  ، لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السدحان ، وقدم  له فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عليه رحمات الله الطبعة السادسة 1433  ) ،  وكتاب قيم آخر وهو : ( معالم المذهب الحنبلي ما لا يسع الحنبلي جهله  ، للشيخ الدكتور ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي  الطبعة الأولى 1437 ، وقد اشتراه مالكه الأول  عام 1438 وهو كتاب شبه جديد بل هو  ، ولا أعلم سبب بيعه ؟! ) ومن فوائد الكتاب الأول أعني (معالم في طريق طلب العلم   )هذه الفائدة من آخر الكتاب بعنوان  : أخبار متفرقة ونوادر وطرائف  تتضمن مناظرات علمية :

( ص 243 )قال ابن القيم رحمه الله : ( وقعت حادثة في أيام ابن جرير وهي أن رجلا تزوج امرأة فأحبها حبا شديدا وأبغضته بغضا شديدا فكانت تواجهه بالشتم والدعاء عليه.
فقال لها يوما : أنت طالق ثلاثا ، لا تخاطبيني بشيء إلا خاطبتك بمثله ،  فقالت له في الحال :  أنتَ طالق ثلاثا بتاتا .

فأبلس الرجل ولم يدر ما يصنع ، فاستفتى جماعة من الفقهاء، فكلهم * قال : لابد أن تطلق ، فإنه إن أجابها بمثل كلامها طلقت، وإن لم يجبها حنث وطلقت ، فإن بَرَّ طلُقت وإن حَنَثَ طلُقت ،  فأُرشدَ إلى ابن جرير فقال له : امض ولا تعاود الأيمان وأقم على زوجتك ،  بعد أن تقول لها : أنتِ طالق ثلاثا إن أنا طلقتك ، فتكون قد خاطبتها بمثل خطابها لك ، فوفيت بيمينك ولم تطلق منك لما وَصَلْتَ به الطلاق من الشرط .
فذُكِرَ ذلك لابن عقيل، فاستحسنه،  وقال : وفيه وجه آخر، لم يذكره ابن جرير، وهو أنها قالت له : ( أنتَ طالق ثلاثا ) بفتح التاء وهو خطاب تذكير ، فإذا قال لها أنتَ بفتح التاء لم يقع به الطلاق.
قلت : (القائل ابن القيم ) :  وفيه وجه آخر أحسن من الوجهين ، وهو جار على أصول المذهب ، وهو تخصيص اللفظ العام بالنية، كما إذا حلف لا يتغدى، ونيته غداء يومه ، قُصِر عليه ، وإذا حلف لا يكلمه ، ونيته تخصيص الكلام بما يكرهه ،  لم يحنث إذا كلمه بما يحبه ، ونظائره كثيرةٌ  ، وعلى هذا فنياط * الكلام ( صريح أو كالصريح) في أنه إنما أراد أنها لا تكلم بشتم أو سب أو دعاء أو ما كان من هذا الباب، إلا كلمها بمثله ،  ولم يرد أنها إذا قالت له :اشتر لي مقنعة، أو ثوبا ، أن يقول لها :  اشتر لي ثوبا أو مقنعة ، وإذا قالت : لا تشتري لي كذا فإني لا أحبه ، أن يقول لها مثله ،  هذا مما يقطع أن الحالف لم يرده، فإذا لم يخاطبها بمثله لم يحنث ، وهكذا يقطع بأن هذه الصورة المسؤول عنها لم يردها،  ولا كان بساط الكلام  يقتضيها ، ولا خطرت بباله،  وإنما أراد ما كان من الكلام الذي هيج يمينه وبعثه على الحلف ، ومثل هذا يعتبر عندنا في الأيمان ).
( والنص مأخوذ من كتاب بدائع الفوائد لابن القيم  طبعة دار الكتاب العربي المجلد الثاني الجزء الثالث ص 181  / 182 )

*تصحيح من الأصل ففي المعالم ( كلمهم ) وفي البدائع ( كلهم )

*تصحيح من الأصل ففي المعالم ( فيناط ) وفي البدائع (فنياط )

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

# عرفت اسم عائلته بعدُ وأنه من عائلة العمرو الكريمة في بريدة ،– وعلى قوله– ليس له علاقة بعائلة العمرو التي سكنت الخبراء ثم في البكيرية والبدائع ورياض الخبراء .

اترك تعليقاً