من مختارات أبي حكيم في الجمعة المائتين والثالثة والخمسين ( 253 ) في تعداد الجمع ، والخمسين ( 50) في عام ( 1438هـ ) وتوافق ( 24 / 12 / 1438 هـ ) بحسب التقويم . وهي آخر جمع هذا العام نسأل الله حسن الختام وبها تمام خمس سنوات في هذه السلسلة أسأل الله تعالى أن تكون خالصة لوجهه .
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله :
اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، ( لعل الجميع قد سمع عما أسماه أصحابه – كفانا الله شرهم – حراك 15 سبتمبر ) وهي لا شك فتنة تراد ببلادنا ، وما دام الشيء بالشيء يذكر فالتمسك بغرز العلماء العارفين والورود على عذب مواردهم والصدور عنهم عللا بعد نهل مما يحسن بالعاقل اعتماله والسير عليه ، فهم ورثة الأنبياء وفي الحديث الصحيح في سنن ابن ماجة ( … إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا ، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ” صححه الألباني رحمه الله .
فهذا شيخنا الشيخ العلامة الدكتور : ( عبدالكريم بن عبدالله الخضير ) – حفظه الله ، ونفعنا بعلمه – عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء قد ألقى ويلقي سلسلة دروس قيمة نافعة ، وفيها من الدرر والفوائد والنكات ما يقل عند نظيره لسعة اطلاعه إتقان حفظه وسلاسة كلامه وحسن عرضه وترتيبه – نحسبه والله حسيبه – حفظه الله ، وإليك هذا المثال على هذا الرابط لما تكلم عن تجربته في شرح تفسير القرطبي في ( أربع وعشرين سنة ) والحديث كان لقاءا للحديث وفرغ بصورته ومثلكم يعرف الفرق بين تحبير القلم والحديث باللسان : http://shkhudheir.com/lecture/517706726
ونعود إلى ما كنا فيه : قامت مؤسسة ” معالم السنن” بانتخاب عدد من الدروس ، وأصدرتها في سلسلة مكتوبة مباركة بعد أن أعدتها من الصوت للكتابة، بموافقة الشيخ وقد كتب الشيخ في المقدمة لكل كتاب من هذه السلسة : ( الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أمابعد :
فإن أصل هذا الكتاب دروس ألقيت على الطلاب وسجلت ، ثم قام المكتب العلمي – معالم السنن – بعناية من أمينه الشيخ الدكتور إبراهيم بن محمد الفوزان ، بتفريغ المادة العلمية ومراجعتها من قبل كبار الطلاب المختصين ، ولم يقصد التأليف والنشر من الأصل الذي تكون فيه المادة محررة من الأصل بحروفها ، ولعل المراجعة النهائية تكون بعد صدوره وحصر الملحوظات عليه وتلافيها ، والله ولي التوفيق ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ،،، وكتبه عبدالكريم بن عبدالله الخضير عفا الله عنه 1438/4/5 ) .
وفي خزانتي منها – والحمد الله- تسعة إصدارات مباركة منها ما يتعلق بأمر الفتن كفانا الله شرها – وهي بيتُ القصيد في جمعتنا المباركة هذه : فالأول كتاب (شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري سلسلة إصدارات مؤسسة معالم السنن 7 الطبعة الثانية عام 1438 ويقع في مجلد واحد في مائتين وخمس وثلاثين صفحة ، وفيه أكثر من مائة وتسعة وأربعين مرجعًا) .
و كتاب (الفتن علامتها أسبابها طرق الوقاية منها سلسلة إصدارات مؤسسة معالم السنن 9 الطبعة الثانية 1438 هـ ويقع في ثمان وخمسين صفحة ) وفيه :
الفتنة في الشرع : جنس تحته أنواع الشبهات والشهوات ، كما قال ابن تيمية ولها معان خاصة تختلف باختلاف السياق والقرائن .
المعنى الأول : الشرك ، المعنى الثاني الاختبار ، المعنى الثالث : المعصية والإثم ، المعنى الرابع : جميع ما يشغل الإنسان عن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .
علامات الفتن وبيان خطرها على الدين : قد أمرنا بالتعوذ في كل صلاة من أربع ومنها : فتنة المحيا والممات …. ولا يستعاذ إلا من مخوف مكروه ولأهمية هذا الأمر وخطورته يجب علينا أن نتفقه فيه كما نتفقه في أبواب الصلاة والزكاة والصيام والحج والبيوع ، والفقه في هذا الباب بمعرفة خطر الفتن على الدين ومعرفة أسببها وبواعثها لتجتنب ، والسبل التي ينبغي على المسلم اتباعها في أوقات الفتن .
والفتنة هي الاختبار والابتلاء والبلاء قسمان :
بلاء وقع على الإنسان بغير اختياره فهذا يعين الله الصادقين عليه وينجيهم منه .
والثاني : بلاء وقع على الإنسان بتعرضه واستشرافه له ، وهذا الذي يُخاف على صاحبه منه .
قال ابن تيمية: ” قد جاءت شواهد السنة بأن من ابتلي بغير تعرض منه أُعين ،ومن تعرض للبلاء خيف عليه “
أسباب الفتن : الشرك ، ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الجهل ، إدخال كتب الفتن والضلال إلى بلاد المسلمين ، التعصب للطوائف والأشخاص ، كثرة الخبث ، استحلال المحرمات وانتشار المعازف والقينات .
طرق الوقاية والنجاة من الفتن : الاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، الصبر وعدم التسرع في الأحكام والأفعال ، لزوم العبادة في أوقات الفتن ، لزوم جماعة المسلمين وإمامهم ، الإكثار من الدعاء ، نشر العلم الشرعي ، تجنب الفتن والهروب من مواطنها ما أمكن ،التثبت والتحري وعدم العجلة في علاج القضايا ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .