الجمعة الرابعة عشر / الثامن ربيع ثاني لعام 1438هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة المئتين وسبع عشرة (217) في تعداد الجمع ، والرابعة عشرة( 14 ) في عام ( 1438هـ ) وتوافق ( 8 / 4 / 1438 هـ ) بحسب التقويم

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

مساء الخير قرأتُ في كتاب ( المجموع الثري لمعارضات الحصري ، على منوال … ياليلَُ الصبَُِّ متى غده ) ، معارضات جمعها الدكتور عبدالعزيز بن لعبون  ، فقلت لأشركنكم اليوم في أفكاري .

ومن نسيب القصيدة في مطلعها  هذه الأبيات :

يا ليلَ الصَّبِّ متى غَدُهُ      أقِيامُ السَّـــاعَةِ مَوْعِدُهُ
رَقَدَ السُّــــمَّارُ فَأَرَّقَهُ      أَسَــــــفٌ للبَيْنِ يُرَدِّدُهُ
فَبَكاهُ النَّجْمُ ورَقَّ لهُ     مِمَّـــا يَرْعاهُ ويَرصـــُدُهُ
كَلِفٌ بِغَزالٍ ذي هَيَفٍ      خَوْفُ الواشِـــينَ يُشــَرِّدُهُ
نَصَبَتْ عَينايَ لهُ شَــرَكاً     في النَّومِ فَعَزَّ تَصَيُّدُهُ
وكَفى عَجَباً أنّي قَنِصٌ   للسّــــِرْبِ سَبَاني أَغْيَدُهُ … الخ

قال أبو حكيم غفر الله له وجمع الله له أمره : قال المؤلف في أول مقدمة كتابه ( الشعر ديوان العرب ) ا. هـ ،  قلت : وأول ، أو فلنقل أشهر من قال ذلك عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – حين قال  : (الشعر ديوان العرب ، وهو أول علم العرب … ) ، وهذه نُقُول عن الشعر من مجلة البحوث الإسلامية من موقعها الإلكتروني  مجلد ( 39 ) : عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : قال أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – : (ربما قال الشاعر الكلمة الطيبة(وعن عبد الله بن عباس قال : قال عمر بن الخطاب : (تعلموا الشعر ، فإن فيه محاسن تبتغى ومساوئ تتقى ، وحكمة للحكماء ، ويدل على مكارم الأخلاق ) ، وعن عباد بن راشد قال : جاء رجل إلى الحسن بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنهما – ، فقال : (إني أتعلم القرآن ، وإن أبي يأمرني أن أتعلم الشعر) ، فقال : (تعلم القرآن ، وخذ من الشعر ما ترضي به أباك ) .  قال أبو حكيم وقرأت في الأثر عن عمر رضي الله عنه أنه قال : (علموا أولادكم لامية العرب فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق )  ولامية العرب للشنفرى الأزدي  .

قال المؤلف : عديدة هي القصائد التي حظيت بمعارضات ولكن من أشهرها : بانت سعاد لكعب بن زهير بن أبي سلمي المزني الصحابي  ، والبردة ( الكواكب الدرية في مدح خير البرية )  لأبي عبدالله محمد بن محمد بن سعيد الدولاصي ثم البوصيري ( ت 694 هـ ) قال أبو حكيم  : ولا تخلو من ملحوظات عقدية كبيرة  ، والقصيدة ( اليتيمة )  ، مجهولة النسب حيث حلف ( 40 ) شاعرا على انتحالها !!! ، والمنفرجة لأبي الفضل يوسف بن محمد بن يوسف التوزري المعروف بن النحوي ( ت 513 هـ ) ومطلعها : اشتدي أزمة تنفرجي …  وغيرها .

قال المؤلف “بتصرف”  : دالية أبو الحسن ( هكذا بالرفع!! ، ولعل الأصوب ( أبي الحسن ))  علي بن عبدالغني الفهري الضرير ( لعماه )  المقرئ ( لتعليمه القرآن ) الحصري ( نسبة لصناعة الحصر ) القيرواني ( نسبة للقيروان ) ،  من أبرز كواكب ديوان العرب  ، …   عدد أبياتها ( 99 ) بيتا   ، نسيبها استغرق  ( 33 ) بيتا  وقافيتها دالية بعدها هاء مضمومة . نظمها الحصري في مدح : الأمير أبا عبدالرحمن  ( هكذا بالنصب  !! ) ولعل الأصوب في مدح الأمير أبي عبدالرحمن محمد بن طاهر أمير ” مرسية ” ) وهي تفنيد لما سمعه الأمير عنه  أنه يسبه في مجالسه الخاصة .

 عارضها مئات الشعراء ( في الكتاب مائتي معارضة ممن نشرت قصائدهم وقصائد تنشر لأول مرة ،  وما زالوا يعارضونها في عصرنا ، وتغنى بها المطربون قديما وحديثا على مختلف الألحان وخاصة نغم الحجاز والرست ؟  ( ولا تسألوني ما كيفيتها  ؟ فوالله لا أطيق التفريق بين المقامات  ولا أحسن أدائها ،  مع سماعي القراءة لقُرَّاء يقولون : إنه يقرأون بالمقامات  ، وإن كان الكلام بين علمائنا -باركهم الله- في أخذ ورد في القراءة بالمقامات في القرآن ، ولكن ليس هذا مبسطه فنحن في الشعر وبابه  ) .

ولد الناظم سنة ( 420 هـ ) وعاش يتيما  وتنقل  للاضطرابات ، حتى دخل الأندلس وعاد لعدوة المغرب  حتى استقر مقامه بطنجة وتوفي بها عام ( 483 هـ ).

مما يجبر الخاطر ما نقله المؤلف – جبر الله خاطره – ( قال الشيخ محمود المجموعي زاده العباسي إمام وخطيب جامع سيدنا الزبير بن العوام رضي الله عنه : ( كل إنسان فيه عين من الشعر ، إن حفرها ثارت وإن تركها غارت )  ، قال أبو حكيم :  ويبدو أن ماء عين شعري بعيد غورها  مع أن لي من جهة أخوالي من يقرض الشعر ويقوله – ووالدتي  – حفظها الله ورزقنا برها ورزقكم بر أمهاتكم جميعا – تحفظ منه مقاطع صالحة ، وهي لا تقرأ ،     ولكن يبدو أني أشبهت أخوالي خَلقا ولم أشابههم في خُلِق الشعر  ، والمشتكى إلى الله  ، وما يختاره الله فهو الخير    .

وعجيب أمر النحويين – رحمهم الله – ففي خلافهم سعة – حتى قال قائلهم  : ما أخطأ نحوي قط ، وكان شيخنا وأستاذنا الدكتور (عبدالله بن سليم الرشيد)   في كلية اللغة بجامعة الإمام ، وهو شاعر رقيق الطبع جميل السبك ،- وله حساب في تويتر يمكن أن تطلع على بعض جهوده من خلاله-  ، درسنا الأدب الإسلامي في الجامعة وقت الطلب قبل ثنتين وعشرين سنة في كلية الدعوة  ، وكان مما كان بين الأستاذ وطلابه أن عتب علينا في ضعف لغتنا ، وقرر نصيبا من الدرجات في الاختبار النهائي للإملاء واللغة  ، فقلت له ممازحاً وكان – حفظه الله – دمث الخلق : لن تجد كتابة إلا ولها مخارج في لغة العرب وضربتُ له مثال ( الأسماء الخمسة ) فقال لي :  دعك من هذه اللُّغَيَّات  ، سقى الله تلك الأيام . 

وفي مطلع قصيدتنا اختلف  النحويون على ثلاثة أوجه  (ياليلَ الصبِ  متى غده  و ياليلُ الصبُ متى غده  و ياليلُ الصبِ متى غده ) وسّع الله على كل مسلم نحوي  وغيره قبره .

( الكتاب يقع في 416 صفحة ) مغلف من القطع العادي  1432 هـ )

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

اترك تعليقاً