السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم لك الحمد على ما بنا من النعم التي نتقلب فيها ، فاللهم زدنا شكرا وحمدا، ولن نوفيك حقك ، فياقوم فلنفق ولنأخذ على يد سفهائنا في منعهم من تبذير النعم ، فقد انتشر هذا الأسبوع مقطع لرجل قد ارتقى سيارة ومعه ما يغرف به الأرز من أوان في سيارته إلى مجمع مزبلة ، وكأن ليس فيمن حولنا عبرة حيث لا يجدون ما يقتاتون به ، وانتشر غيره من المقاطع التي تبين اهدار النعم وتركها بلا استفادة وكأننا معنا عهد من الله أن لا يغير علينا نعمه ولو كفرناها ، وقد مرت – والله صدقا وعدلا- على هذه البلاد مجاعة عظيمة أهلكت الناس والبهائم ، فقبل(مائة وعشر سنوات تقريبا حوالي ( 1327هـ) كانت المجاعة العظيمة في نجد ، (وكان موقع مديني الخبراء الوقع الحديث حيث انتقلت من موقعها القديم إلى الغرب منه بحوالي خمس كيلوات) أحد المجامع لنزول من جاء من أهل البادية للبلدات وما حولها من المزارع ، لعلهم يجدون ما يقتاتون به بعد أن أهلك الله الماشية فلم يبق ظلف ولا خف ، وليت شعري ليتنا نعرف من جاء هل رجع لبلده أو غيبه الموت بسبب الجوع ؟ – نعوذ بالله من الجوع فهو بئس الضجيع – وانتشر مقطع صوتي لكبار السن يحكون عنها، وقد سمعنا في مجلس مزرعتنا من أهلنا قصصا لأناس مروا بنا قد غشيهم الصرع من الجوع ، فاللهم اجعل ما أصابهم تكفيرا ، وعوضهم الجنة يا أرحم الراحمين ، وفي الحجاز قبل مائة عام في ( 1337هـ) بالتمام والكمال -وبحمد الله- ، بدأت نهاية البلية الكبرى لأهل المدينة النبوية بتسليم فخري باشا ( الدولة العثمانية )