الجمعة الحادية عشر / الثامن عشر من ربيع أول لعام 1436هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثالثة عشرة بعد المائة (113) في تعداد الجمع ، والجمعة الحادية عشرة ( 11 ) من عام 1436 هـ وتوافق ( 18 / 3 / 1436 هـ ) بحسب التقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

العالم المؤرخ المحقق: (  عبد السلام بن محمد هارون )  أحد أشهر محققي التراث العربي في القرن العشرين. ولد (عبد السلام هارون ) في مدينة الإسكندرية في (  25 ذي الحجة 1326 هـ  1909 م   ) ونشأ في بيت كريم من بيوت العلم، فجده لأبيه هو الشيخ  : ( هارون بن عبد الرازق )  عضو جماعة كبار العلماء، وأبوه هو الشيخ  : ( محمد بن هارون )  كان يتولى عند وفاته منصب رئيس التفتيش الشرعي في وزارة الحقانية (العدل)، وعمه هو الشيخ  : ( أحمد بن هارون  ) الذي يرجع إليه الفضل في إصلاح المحاكم الشرعية ووضع لوائحها، أما جده لأمه فهو الشيخ  : ( محمود بن رضوان الجزيري )  عضو المحكمة العليا.


عني أبوه بتربيته وتعليمه، فحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، والتحق بالأزهر سنة ( 1921  م ) حيث درس العلوم الدينية والعربية، ثم التحق في سنة  ( 1924 )  بتجهيزية دار العلوم بعد اجتيازه مسابقة للالتحاق بها، وكانت هذه التجهيزية تعد الطلبة للالتحاق بمدرسة دار العلوم، وحصل منها على شهادة البكالوريا سنة ( 1928 ) ثم أتم دراسته بدار العلوم العليا، وتخرج فيها سنة (  1945 ) . بعد تخرجه عمل مدرسًا بالتعليم الابتدائي، ثم عين في سنة (  1945 ) مدرسًا بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية،

وهذه هي المرة الوحيدة في تاريخ الجامعات التي ينتقل فيها مدرس من التعليم الابتدائي إلى السلك الجامعي، بعد أن ذاعت شهرته في تحقيق التراث، ثم عين في سنة (  ( 1950 أستاذًا مساعدًا بكلية دار العلوم، ثم أصبح أستاذًا ورئيسًا لقسم النحو بها سنة ( 1959  ) ثم دعي مع نخبة من الأساتذة المصريين في سنة ( 1966 )  لإنشاء جامعة الكويت، وتولى هو رئاسة قسم اللغة العربية وقسم الدراسات العليا حتى سنة ( 1975 ) ، وفي أثناء ذلك اختير عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة ( 1969) ،  . توفي عبد السلام هارون في (28 شعبان 1408 هـ = 16 إبريل 1988م)  – رحمه الله تعالى رحمة واسعة  – بعد حياة علمية حافلة، وخدمة للتراث جليلة، وبعد وفاته أصدرت جامعة الكويت كتابًا عنه بعنوان: ( الأستاذ عبد السلام هارون معلمًا ومؤلفًا ومحققًا )  قرأت عناوين ما حقق من كتب التراث ما مجموعة  ( 64 ) كتابا ، وبين يدي  كتاب له اسمه ( كُناشة النوادر ) طبعة دار الطلائع  قال في مقدمته :

(  والباحثون  ولا سيما في أيامنا هذه يقيدون هذه المعارف في جذاذات ، يرجعون إليها عند الحاجة ، ولكني سلكت  طريقا أوثق من طريق الجذاذات ، هو دفتر الفهرس ، وهو الذي سميته ( كُناشة النوادر ) أقيد فيه رؤوس المسائل مرتبة على حروف الهجاء ، مقرونة بمراجعها  ، وقد وجدت أن هذه التسمية ( يقصد الكُناشة ) مع ما فيها من التعريب أو التوليد أقرب في الدلالة وأدق في التعبير … وقد قيدت في هذه الكناشة على مدى اشتغالي بالبحث والتحقيق زهاء نصف قرن نحو ( 3000 ) مذكرة هي رؤوس المسائل  .

فمن طريف ما قيدته  تفكير أسلافنا القدماء في أمور حضارية يزهو بها عصرنا الحاضر ويعدها من مفاخره .

جراحة التجميل :

جاء في ترجمة الصحابي الجليل ( المقداد بن الأسود الكندي – رضي الله عنه –  ) ، أنه كان عظيم البطن ، وكان له غلام رومي ، فقال له : أشق بطنك ، فأخرج شيئا من شحمه حتى تلطف – أي تصير رشيقا – فشق بطنه ثم خاطه . فمات المقداد ، وهرب الغلام . ( الإصابة ) .

وجاء في كتاب الحيوان للجاحظ : وكان أهل المِربد يقولون  : لا نرى الإنصاف إلا في حانوت فرج الحجام  ، لأنه كان لا يلتفت إلى من أعطاه الكثير دون القليل  ، ويقدم الأول ثم الثاني ثم الثالث أبدا حتى يأتي على آخرهم ، وهو على ذلك يأتيه من يأتيه ، فكان المؤخر لا يغضب ولا يشكو .

رايات العرب :

نظن أن رايات العرب كانت ساذجة تتميز باختلاف ألوانها فحسب  ، والواقع أنه كان لمختلف  القبائل في أعلامها رموز  وإشارات  خاصة قال المرزوقي في شرح المفضليات : ” كانت راية تميم على صورة  عقاب  ، وراية بني أسد على صورة الأسد ” .

إلى غير ذلك من الفوائد اللطيفة والمختارات الأنيقة فرحم الله شيخنا وأجزل له المثوبة  يقع الكتاب في  ( 239 ) صفحة بالإضافة إلى فهارس  تحليلية  قريبا من ( 60 ) صفحة  ، ثم دليلا لرؤوس الموضوعات  التي لم تحقق بعد  قريبا من ( 50 ) صفحة ،ثم دليلا لرموز مراجع الكناشة  قريبا من ( 13 ) صفحة  .

وهذا رابط لنسخة الكتاب  :

من ملتقى أهل الحديث  :

اضغط هنا

وهذا من المكتبة الوقفية :

اضغط هنا

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً