السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمر عجب : ( هلا صنعنا مع أبنائنا مثله ؟ )
( دونالد ترامب *) أمريكي من أكبر الأثرياء في أمريكا ( تاجر عقارات ) وغيرها ، كأبيه ولكنه أوجد طريقته الخاصة في التعامل مع العقارات وتجاراته الأخرى ليكون مميزا في عالمه .
(هناك كتب مترجمة للعربية له وعنه ) وستجد فيها طريقته في العمل ، وفيها فوائد ، ولعل مما ألتمسه من قصته ، حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (فقد ورد في صحيح مسلم وغيره عن موسى بن علي عن أبيه قال قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقوم الساعة والروم أكثر الناس فقال له عمرو أبصر ما تقول، قال أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، – وهذا الشاهد الأبرز – وأوشكهم كرة بعد فرة، – وهذا شاهد آخر – وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة ، وأمنعهم من ظلم الملوك) .
أصيب ترامب في تسعينيات القرن الماضي بأزمة اقتصادية خانقة ( وأظن أنها أزمة الأسهم الأمريكية ) جعلته مديونا بما يقارب ( التسعة مليارات دولار) ، ومع ذلك اجتمع مع موظفيه ليبين لهم خططه المستقبلية ، وذكر قصته كيف تعامل مع الممولين وكيف أعاد الكرة ليكون من الأغنى ( وكله بقدر الله تعالى )
( روبرت كيوساكي ) في كتابه ( الممجد للرأسمالية ) ( لماذا يعمل الطلاب الممتازون لدى الطلاب المتوسطين …) مترجم من مكتبة جرير ، وهذا نفسه صاحب كتاب (الأب الغني والأب الفقير) ، ولا يمنع على رأسمالية الكتاب ، أن فيه لفتات جميلة ، ولعل الله يهديه للإسلام فيرى النظام المالي الإسلامي الأكمل والأصلح فتزداد بصيرته نورا .اللهم اهدنا وإياه وكل ضال عن سبيلك للوقف على صراطك وتوفنا عليه .
قال كيوساكي :
( لقد ألفت كتابين مع ( دونالد ترامب ) والفائدة المضافة لذلك أنني تعرفت على أبنائه الثلاثة ، الذين كانوا أذكياء وجذابين ومحترمين ، ولم تكن لديهم (عقلية الاستحقاق )
ولقد عملوا في سبيل ما يمتلكونه .
( قال أبو حكيم ) : والدهم من أغنى أغنياء أمريكا وهو شخصية مشهورة جدا وله برامج تلفزيونية مشهورة ( بطرده المتسابقين الذين يفشلون في تسويق مشروعهم التجاري ، مع هذا انظر كيف يتعامل مع بنيه في الجانب المادي وكيف نتعامل نحن مع أبنائنا في ثقافة الاستهلاك ) .
فنحن نردد : ( لمن نعمل نحن ؟ أليس لهم ؟ دعهم يأخذون ما يريدون كله لهم !! ومثل هذه العبارات ، بل ربما أعطيناهم ما لا يريدون وما لا حاجة لهم به ، لمجرد المباهة )
قال كيوساكي : قال لي ابناه ( دون الابن ) و (إيريك ) : “والدنا لم يكن ليتردد في فصلنا من العمل لو لم نؤد العمل المطلوب منا “
في أحد الأيام اجتمع ( دون الابن ) و ( إيريك ) وبعض أصدقائي على (جزيزة كاواي في هاواي) ، كان ( دون وإيريك) يكتبان رسائل نصية لأختهما ( إيفانكا ) ، وعندما انتهيا سألتهما عما كنتم تتحدثون ثلاثتكم ؟
فرد كلا الولدين : ” كنا نتشارك الوصفات ” .
فرددت قائلا: ” وصفات ” ؟ !! هل لديكم دراية بالطهي ؟ كنت أظن أن لديكم خدما. !!
فضحكا وقال ( إيريك ) : والدانا لديهم خدم ، أما نحن فلا ، ونحن مضطران لتعلم الطهي والتنظيف ، وقد أوضح والدانا أن ثروتهما ملكهما .
وكنا نعرف ونحن في سن صغيرة أنه ينتظر منا أن نكوّن ثروتنا الخاصة ، ونحن نعرف أن لدينا امتيازات ، لكننا نحصل على القليل جدا بدون مقابل .
( قال أبو حكيم : الله يرحمنا برحمته )
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .