الجمعة الثانية والثلاثين / الثانية عشر من شعبان 1434هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثانية والثلاثين ( 32 ) من عام ( 1434 هـ ) وتوافق 1434 / 8 / 12

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( تفسير القرآن العظيم )  عند تفسير قول الله تعالى من سورة الأعراف  : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها …  180 ) .

بيان أسماء الله الحسنى :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ( إن لله تسعا وتسعين اسما مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر ) أخرجاه في الصحيحين ، وأخرجه الترمذي في جامعه مثله وزاد بعد قوله : يحب الوتر : هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار ، المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط ، الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير ،  الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور ، الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم ، الرقيب المجيب الواسع الحكيم ، الودود المجيد الباعث الشهيد الحق ، الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد  ، المحيي المميت ، الحي القيوم الواجد الماجد ، الواحد الأحد ، الفرد  الصمد ، القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر ، الظاهر الباطن الولي المتعالي ، البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام ، المقسط الجامع الغني المغني ، المانع الضار النافع ، النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور ) ثم قال الترمذي : هذا حديث غريب ، وقد روي من غير وجه عن أبي هرير ة ، ولا نعلم في كثير من الروايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث وروه ابن حبان في صحيحه من طريق صفوان .

وقد رواه ابن ماجة في سننه من طريق آخر عن موسى بن عقبة عن الأعرج  عن أبي هريرة مرفوعا فسرد الأسماء كما تقدم بزيادة ونقصان .

والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه ( قال أبو حكيم والمدرج نوعان في السند والمتن و مدرج المتن :تعريفه: ما أُدْخِلَ في متنه ما ليس منه بلا فَصْل ) .ا . هـ ،

وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك . أي أنهم جمعوها من القرآن . كما روي عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد اللغوي والله أعلم .

ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى غير منحصرة في تسعة وتسعين بدليل ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال : ” اللهم إني عبدك بن أمتك ، ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك ، عدل فيّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني ، وذهاب همي ،  إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدل مكانه فرحا ” قيل يا رسول الله : أفلا نتعلمها ؟ قال :  ” بلى ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها “

اللهم إني عبدك بن أمتك ، ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك ، عدل فيّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني ، وذهاب همي ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مستقاة من المختصر الجميل الرائع الرائق ” المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير ” لجماعة من العلماء تحت إشراف الشيخ : صفي الرحمن المباركفوري  الهندي  صاحب الرحيق المختوم في السيرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم  .

و الله تعالى أجل وأعلم وأحكم

اترك تعليقاً