الجمعة التاسعة عشر / الخامس عشر من جمادي أول لعام 1436هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الحادية والعشرين بعد المائة (121) في تعداد الجمع ، والجمعة التاسعة عشرة ( 19 ) من عام 1436 هـ وتوافق ( 15 / 5 / 1436 هـ ) بحسب التقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الإمام الذهبي رحمه الله( ت 748 هـ )  في كتابه ( سير أعلام النبلاء ) ترجم للصحابي الجليل ، وخال المؤمنين ، وكاتب الوحي ،  وأعدل ملوك الإسلام ، ومن الدهاة المعدودين ، وأهل الحلم المشهورين ،   ( معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب  ، أبو عبدالرحمن   ) -رضي الله عنه وأرضاه  ، قال قبيصة بن جابر كما حدث عنه الشعبي : ( صحبت  معاوية  ، فما رأيت رجلا  أثقل حلما ، ولا أبطأ جهلا  ، ولا أبعد أناة منه )  .

أطال الذهبي النفس في ترجمته حتى جاءت في طبعة دار الفكر  التي بهامشها أحكام الرجال الطبعة الأولى عام ( 1417 هـ)  في ( 29 ) صفحة .

قال الذهبي :  قبل أن يتكلم في أحاديث في فضل معاوية  – رضي الله عنه – : وقد ساق بن عساكر في الترجمة أحاديث باطلة وواهية طول بها جدا .  ( قال أبو حكيم :  يقصد ترجمة معاوية – رضي الله عنه – في كتاب ابن عساكر هو : (تاريخ دمشق ) ،  وهو سفر ضخم بلغت أحد طبعاته ( 81 ) مجلدا  ، لم يترك ابن عساكر  من له شأن ودخل دمشق إلا وترجم له ، وقد تكلم عن هذا السفر ابن خلكان في الوفيات ، وقال بما معناه : يبعد أن يكون ابن عساكر فكر في هذا الكتاب على كبر ، فلا بد أنه نشأ عليه من صغر  )  .

قال الذهبي :

( وخَلْف معاوية خلق كثير يحبونه ويتغالون فيه ، ويفضلونه ، إما أنه قد ملكهم بالكرم والحلم والعطاء ، وإما قد ولدوا بالشام على حبه  ، وتربى أولادهم على ذلك ، وفيهم جماعة يسيرة من الصحابة ، وعدد كبير من التابعين والفضلاء ، وحاربوا معه أهل العراق ونشؤوا على النصب ، نعوذ بالله من الهوى ،  ( قال أبو حكيم : يقصد بالنصب هنا مناصبة أهل البيت  – علي رضي الله عنه – العداء ، وهو ما ترمينا به الرافضة بقولهم : النواصب  ، وما نحن بحمد الله كذلك ، بل نحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم -جميعا ونرى حق قرابته المؤمنين ، ولكن لا نغالي فيهم ) .

قال الذهبي : كما قد نشأ جيش علي – رضي الله عنه  – ورعيته  – إلا الخوارج منهم – على حبه والقيام معه ، وبغض من بغى عليه والتبري منهم ، وغلا خلق منهم في التشيع .

فيا الله كيف يكون حال من نشأ في إقليم لا يكاد يشاهد فيه إلا غاليا في الحب ، مفرطا في البغض ؟ ومن أين يقع له الانصاف ولاعتدال ؟ .

فنحمد الله على العافية الذي أوجدنا في زمان قد انمحص فيه الحق  ، واتضح من الطرفين ، ، وعرفنا مآخذ كل واحد من الطائفتين ، ، وتبصرنا  ، فعذرنا ، واستغفرنا ، وأحببنا ، وقلنا كما علمنا الله : ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ) (الحشر 10 ) ، وترضينا أيضا عمن اعتزل الفريقين ، كسعد بن أبي وقاص ، وابن عمر ، ومحمد بن مسلمة ، وسعيد بن زيد ، وخلق ، – رضي الله عنهم جميعا – وتبرأنا من الخوارج المارقين ، الذين حاربوا عليا ، وكفروا الفريقين.

فالخوارج كلاب أهل النار ، قد مرقوا من الدين ، ومع هذا فلا نقطع لهم بخلود النار ، كما نقطع به لعبدة الأصنام والصلبان ) . ا. هـ .

قال أبو حكيم : من أراد العاصمة من القاصمة  فليكف لسانه عما شجر بين الصحابة ، وليتمثل قول عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله -: ( تلك دماء طهر الله منها سيوفنا فلنطهر منها ألسنتنا ) ، فإن أبيت فعليك بكتاب :  أبو بكر بن العربي الأندلسي العالم الكبير -رحمه الله تعالى – ( العواصم من القواصم ) ، فقد بين موقف المسلم مما شجر بين الصحابة ورد على كثير مما يثار حول هذا الأمر ، طبع طبعات ، منها الطبعة الموقوفة ، طبعة الرئاسة العامة للبحوث العلمية السعودية  لدي طبعة ( 1404 هـ ) ، بتحقيق محب الدين الخطيب العالم العراقي الأصل  الشامي المولد والنشأة ، المصري الوفاة  صاحب المطبعة السلفية المتوفى رحمه الله عام ( 1389 هـ عن  83 عاما ) .

  والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً