الجمعة السابعة والعشرين / السابع من رجب 1434هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة [ 27 ] السابعة والعشرين من عام 1434 وتوافق 1434 / 7 / 7

قال ابن القيم : ومن ذلك قوله : ( لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة ) القيامة { 2 – 1 } فقد تضمن الإقسام ثبوت الجزاء ومستحق الجزاء وذلك يتضمن إثبات الرسالة والقرآن والمعاد وهو سبحانه يقسم على هذه الأمور الثلاثة ويقررها أبلغ تقرير لحاجة النفوس إلى معرفتها والإيمان بها وأمر رسوله – صلى الله عليه وسلم – أن يقسم عليها كما قال تعالى :

( ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق ) { يونس 53 }

وقال تعالى : ( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم ) { سبأ 3 }

وقال تعالى : ( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير ) { التغابن 7 }

فهذه ثلاثة مواضع لا رابع لها يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقسم على ما أقسم عليه هو سبحانه من القرآن والنبوة والمعاد

فأقسم سبحانه لعباده وأمر أصدق خلقه أن يقسم لهم وأقام البراهين القطعية على ثبوت ما أقسم عليه فأبى الظالمون إلا جحودا وتكذيبا ·

من كتاب : » التبيان في أقسام القرآن «
المؤلف : ابن قيم الجوزية
اعتنى به : حسان عبدالمنان – أبو صهيب الكرمي
طباعة : بيت الأفكار الدولية

في هذا الكتاب بحث ابن القيم رحمه الله جميع الآيات التي ورد فيها القسم صريحا أو ضمنا مبتدئا بالآيات وعرضها من آخر المصحف إلى أوله مناقشا ومبينا تفسير الآيات في السور القصيرة التي تبتدئ بالقسم حتى نهايتها موضحا علاقة القسم في السورة بالمقسم عليه وجواب القسم وعلاقة القسم بالسورة نفسها

السور التي ورد فيها القسم صريحا أو ضمنا : [ القيامة – الشمس – الفجر – البلد – التين – الليل – الضحى – العاديات – العصر – البروج – الطارق – الانشقاق – التكوير – النازعات – المرسلات – القيامة – المدثر – الحاقة – المعارج – القلم – الواقعة – النجم – الطور – الذاريات – ق – حم – ص – يس – الصافات – الحجر – النساء )

في سورة الذاريات أطال المؤلف رحمه الله في بيان عجيب خلق الله للإنسان في أغلب أجزائه من عين وفم وأذن وشعر ··· الخ وفصل وأطال في الجنين من مبتداه إلى منتهاه

رحمك الله يابن القيم فكم جمع الله لك من العلم والفهم والإدراك اللهم انفعنا بعلمه وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما يا كريم وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين والله أعلم وأحكم والحمد الله رب العالمين

اترك تعليقاً