الجمعة السادسة / السابع من صفر لعام 1439هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة المائتين والتاسعة والخمسين ( 259 ) في تعداد الجمع ، والسادسة ( 6 ) في عام ( 1439هـ ) وتوافق ( 7 / 2 / 1439 هـ ) بحسب التقويم .

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله : تغريدة لمغرد اسمه ” علاء الدين ” وقد ذكر في نبذة تعريفية عن  نفسه في حسابه  أو ما يسمى ” بالبايو ”  bio  ” : ( أحببت الاغتراب فرحلت ! حتى صارت الغربةُ لي وطناً والنقلة مسكناً ، فلا شيء أجمل من كتاب أترفق بصفحاته ، وأقلبه كما يقلب العاشق المهجور تاريخا مضى من آلام قلبه ) .

  أما التغريدة فهي صورة لكتاب ومعها : ( هذا الكتاب مهم في بابه الثقافي ! ولأهميته ذكر الأديب الكبير – الطنطاوي – أنه قرأ هذا الكتاب ثلاثين مرة  ” 11 / 3 ”  ) قال أبو حكيم  : قال هذا  في الذكريات الجزء الثالث  الصفحة الحادية عشرة .

 وهذه التغريدة وصلت – للعبد الفقير – بعد أن  أعاد تدويرها  أحد طلابي النابغين – حفظه الله تعالى – واسمه ”  زكريا أيوب دولا ” – وأصوله من بلاد الهند- ،  وقد درسته في المرحلة الابتدائية  في الصف الرابع  في مدرسة معاذ بن جبل رضي الله عنه بالخبر ،  وهو الآن ما شاء الله وبارك – يحمل شهادة  البكالوريوس في القراءات ويحضر للماجستير في تفسير السمعاني  – في خير البقاع – مكة المكرمة-  أسأل الله تعالى له التوفيق والإعانة  والسداد والصيانة ورفعة المقام و حفظ الديانة .

والكتاب المذكور  هو كتاب ” الفرج بعد الشدة ” للقاضي التنوخي   وقد طبع محققا في عام ( 1398 / 1978 )، في خمسة مجلدات عن ” دار صادر ببيروت ” و حققه الأديب  ” عبود الشالجي ”  العراقي البغدادي ثم اللبناني سكناً ، وقد حقق كتباً أخرى للقاضي التنوخي ولأبي حيان التوحيدي  ”  ويقول الشالجي عن سر علاقته بالقاضي التنوخي الذي حقق أكثر من كتاب له:

[إعجابي أولا بأسلوبه في الكتابة، وفي إيراده الحوادث: أما أوجه الشبه الموجودة بيني وبينه فقد كان قاضيا، وكنت كذلك، كان متأدبا وكنت كذلك، وكان بعيدا عن خوض غمار السياسة، وكنت كذلك وكان ينظم شعرا متوسطا، وكنت كذلك، وكان قد ترك موطن سكناه حينا من الزمن وكنت كذلك. وقد دفعني إعجابي به إلى السير على غراره في (مشواره) إذ دونت فقرات اشتملت على ألف فقرة في مواضيع شتى، وكنت على وشك أن أقوم بنشرها، إلا أن الزمن تعداها!] ” ما بين [ ] مأخوذة من ويكبيديا ” .

أما ما قاله الطنطاوي رحمه الله  : فشيء عجيب هذا نصه :

وجدت ورقه في دفتر قديم فيها سطور كتبتها في 31 / 12 / 1933 م . هذا نصها أنقله كما وجدته  :

أنا الآن في قعر الهوة ، فهل أخرج منها ، هل أذكر هذه الأيام المريرة ، فأتحدث عنها وأحمد الله على الخلاص منها ، أم قد ذهبت الآمال إلى غير رجعة ؟ هل قضي علي أن أبقى معلما في القرى ، أم … )

أم ماذا ؟ لم أجد بقية الجملة .. ومهما تكن فإن الله تعالى قد نقلني من تلك الهوة إلى ( أم )( 1 ).

فيا أيها الواقعون في الضيق الذين يعيشون في الشدائد ، الذين يقاسون المصائب ، ويتحملون الآلام ، لا تيأسوا من روح الله إن الله عنده من كل ضيق مخرجا ، وبعد كل شدة فرجا .

هل قرأتم كتاب ( الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي ) لقد قرأته وعمري إحدى عشرة سنة ، ثم قرأته أكثر من ثلاثين مرة ، وحفظت قصصه كلها من كثرة ما أعدت النظر فيه ، وصححت من حفظي الكثير من أخطاء النسخة المطبوعة منه ، ولو وجدت له نسخة مخطوطة صحيحة لحققته وأعدت نشره لأني صرت من أعرف الناس به فاقرؤوه على كثرة أغلاطه تجدوا فيه ما لا تجدون مثله في كتاب آخر ، من صور المجتمع العباسي ومصطلحات أهله …. ) الذكريات ( 3  /  11 ) طبعة دار المنارة جدة الطبعة الثانية 1409 هـ

قال أبو حكيم : قال المحقق الشالجي في مقدمة تحقيقه  للفرج بعد الشدة  : قضى التنوخي في تأليف كتابه ( نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة ) عشرين عاما  وأخرجه في أحد عشر مجلدا واشترط على نفسه فيه أن لا يضمنه شيئا نقله من كتاب  ، أما كتاب “الفرج بعد الشدة ” فقد بدأ فيه بأواخر أيامه على إثر محن تعرض لها ، وشدائد ابتلي بها ، ثم نجا منها ، و أخرجه في ثلاث مجلدات أودعها أخبارا استلها من كتب  ، وأضاف إليها قسما من مسموعاته ومن مشاهداته ” . 

(( 1 )  في هامش الذكريات : عرضت مرة مجموعة من السبايا على المعتصم ، فسأل واحدة منهن  : أأنت بكر أم إيش ؟ قالت : إيش  يا أمير المؤمنين )  .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

اترك تعليقاً