السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : الحمد الله الذي بلغنا رمضان ونسأله الإعانة والقبول .
بما أن رمضان شهر القرآن وفيه أمر من الله تعالى لنا بالاستعاذة من الشيطان عند القراءة ، أو لم تقرؤوا قول الله تعالى في القرآن الكريم من سورة النحل وتأملوا ارتباط الآيات فيما بينها نسأل الله أن نكون من عباده المؤمنين المتوكلين : ( مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٩٧ فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ ٩٨ إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩ إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ ١٠٠ وَإِذَا بَدَّلۡنَآ ءَايَةٗ مَّكَانَ ءَايَةٖ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوٓاْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفۡتَرِۢۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ١٠١ قُلۡ نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ ١٠٢ )
فما حكم الاستعاذة ؟
قال ( د · عمر بن خليفة الشايجي ) – من جامعة الكويت قسم التفسير والحديث بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية – في كتابه ( المعجم التجويدي لأشهر ألفاظ علم التجويد ) : ( الاستعاذة : هي اللجوء إلى الله تعالى والاعتصام بجنبه والتحصن به من الشيطان الرجيم وتكون قبل ابتداء القراءة قال تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) ” النحل 98″ أي إذا أردت قراءة القرآن الكريم فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ·
ولها حالتان : الأولى : الجهر ويكون عند إرادة القاري الجهر لنفسه أو لغيره أو كان مع جماعة يقرؤون بالتتابع وكان هو البادئ بالتلاوة فعنئذ يجهر بالاستعاذة وذلك للإشعار ببدء القراءة .
الحالة الثانية لاستعاذة : الإسرار ويكون في الصلاة السرية والجهرية أيضا وذلك قبل البسملة وقراءة الفاتحة ( في الركعة الأولى فقط ) ، وكذلك إذا كان يقرأ سرا في غير الصلاة أو كان يقرأ مع جماعة ولم يكن هو البادئ بالتلاوة ويؤتى بالاستعاذة مع البسملة أو دونها في أثناء السورة .
وللاستعاذة صيغ عديدة منها : « أعوذ بالله من الشيطان الرجيم » وهي أشهرها عند القراء العشرة .
ومن الصيغ « أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم » و « أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ».
قال ابن الجزري (ت 833 ) – رحمه الله – : « إذا قطع القارئ القراءة لعارض من سؤال أو كلام يتعلق بالقراءة لم يعد الاستعاذة ، وبخلاف ذلك كما إذا كان الكلام أجنبيا ولو ردا للسلام فإنه يستأنف الاستعاذة ، وكذا لو كان القطع إعراضا عن القراءة » والله أعلم .
المعجم التجويدي كتاب من الحجم الوسط يقع في ( 380 ) صفحة من طباعة ( غراس ، الكويت ) الطبعة الأولى عام 1431 هـ ، قرظه سماحة المفتي آل الشيخ وراجعه أ.د/ أحمد بن عيسى المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية .
رتب ترتيبا هجائيا مع إهمال ( أل )، قال المؤلف في مقدمة الكتاب : ( وأكثر ما يميز هذا العمل هو جمع الألفاظ هجائيا ، وقد يظن القارئ للوهلة الأولى بأنه عمل تقليدي ، لكنه ما يلبث أن يستبين خلاف ذلك … ومما لا يخفى أن كتب التجويد لا تفرد بابا خاصا لكل لفظ …. أما عندما تبحث في هذا المعجم فما عليك سوى البحث عن لفظ ( استفال ) مثلا فستجد أنه مندرج تحت مبحث الصفات ذوات الأضداد مما يجعلك تصل مباشرة إلى مبتغاك دون عناء ) .
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد