الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
مع الحدث الكبير الذي تمر بعه محنة الشام وما يتداوله الناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي وما تتداوله وسائل الإعلام حول الوضع في بلدتي (مضايا ) المشهورة وبقين – التي لم أسمع أحدا ذكرها غير أني قرأتها في تقرير في مفكرة الإسلام وسيأتي بعدُ إن شاء الله – وهما تقعان إلى الغرب من دمشق .
تقرير مفكرة الإسلام نشر في موقعهم الإلكتروني يوم الثلاثاء الخامس من يناير من عام 2016 م : (أعلنت جمعيات سورية في (تركيا) كلا من بلدتي (مضايا) و(بقين) ، غرب دمشق، منكوبتين ، على كافة الأصعدة الإنسانية … الوضع لا يحتمل الانتظار مع وجود أكثر من( 40 ألف ) مدني محاصرين في البلدتين الجبليتين.
وكان بيان للمكتب الطبي في مضايا، بريف دمشق، التابع للمعارضة، أفاد أن ( 23 ) مدنياً معظمهم من الأطفال والمسنين، قضوا جوعاً خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر( 2015) ، إلى جانب مقتل ( 8 ) أشخاص، وبتر أطراف( 6 ) أشخاص آخرين، جراء انفجار الألغام المحيطة بالمدينة في نفس الفترة، خلال محاولتهم تهريب الطعام إلى داخلها. وتشهد بلدتي (مضايا وبقين) الخاضعتين لسيطرة قوات الثوار، منذ( 7 ) أشهر حصاراً خانقاً، منعت خلاله قوات النظام من دخول كافة أنواع المساعدات الإنسانية، وتسبب في ارتفاع جنوني للأسعار حيث بلغ سعر كيلو الرز في المدينة ما يعادل( 115 دولارا ) ، ما اضطر الأهالي إلى غلي الأعشاب وأكلها وجمع الطعام من بقايا القمامة، بحسب مشاهد مصورة نشرها ناشطون على صفحاتهم بشبكة الانترنت.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده “منبر الجمعيات السورية في تركيا”(يضم نحو 30 جمعية خيرية ومؤسسة مدنية)، ظهر اليوم الثلاثاء، في مدينة اسطنبول التركية . – انتهى الخبر – http://islammemo.cc/akhbar/syria-althawra/2016/01/05/278497.html
و( مضايا) أيها السادة كانت بلدة وناحية سوريّة إداريّة تتبع منطقة الزبداني في محافظة ريف دمشق. تقع البلدة شمال غرب دمشق في سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتُعد مصيفاً رئيسياً هاماً في سوريا جنباً إلى جنب مع مدينة الزبداني ولكن نسأل الله تعالى لهم اللطف وأن يرفع عنهم البلاء فقد بُلو مع الحصار بالبرد والثلوج والجوع . ومن باب مشاركة المسلمين في مصابهم والاهتمام بأمرهم جاء في وكالة الأنباء السعودية ( و ا س ) خبر هذا نصه كما هو في موقعهم على الشبكة العنكبوتية : (الرياض 27 ربيع الأول 1437 هـ الموافق 07 يناير 2016 م واس : دعت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء المسلمين للمسارعة إلى إغاثة أهالي بلدة مضايا السورية المنكوبة، التي يفرض عليها النظام السوري الإرهابي وميليشيا حزب الله وحلفائهما حصارًا خانقًا منذ ستة أشهر, وأدى إلى مجاعة رهيبة وموت الكثيرين ؛ لا سيما الأطفال،واصفةً الصمت العالمي بأنه عار يلطخ جبين المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته الحقوقية والإنسانية . وأوضحت الأمانة أن هذا الحصار الظالم الذي هو حرب تجويع ؛ جريمة بشعة ؛هدفها إبادة مدنيين عزل أغلبهم من النساء والأطفال، وجريمة تضاف إلى جرائم هذا النظام البائد وحلفائه، الذين يمارسون أساليب كثيرة لقمع الشعب السوري المنكوب، دون أن يتخذ بحقه رادع في ظل ازدواج المعايير التي تتصف بها السياسة الدولية ) .// انتهى // http://www.spa.gov.sa/details.php?id=1443952
ومن طريف ما يُذكر تغريدة غرد بها شاب فلسطيني اسمه ( جهاد حِلِّس ) قال فيها : ( حاصرنا اليهود في غزة وقطعونا عن الحياة من ( 8 سنوات ) لكننا لم نسمع بأحد مات جوعا ! ذلك لتعلموا أن الرافضة شر من اليهود .
وباب الابتلاء بالجوع -نعوذ بالله منه – ممتد على مر التاريخ فقد جاء في الحديث في سنن أبي داود وقال عنه الشيخ الألباني حسن : عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة ” . ، ومما ذكره ابن كثير في حوادث سنة ( 462 هـ ) من حوادث الجوع وذلك في ص ( 310 ) من المجلد الثامن طبعة الدار العصرية : ما نصه : ( ثم دخلت سنة ثنتين وستين وأربعمائة ( 462 هـ ) … وفي هذه السنة كان غلاء شديد وقحط عظيم بديار مصر ، بحيث أنهم أكلوا الجيف والميتات والكلاب ، فكان يباع الكلب بخمسة دنانير ، وماتت الفيلة فأكلت ، وأفنيت الدواب فلم يبق لصاحب مصر سوى ثلاثة أفراس ; بعد العدد الكثير منها ، ونزل الوزير يوما عن بغلته فغفل الغلام عنها لضعفه من الجوع ، فأخذها ثلاثة نفر فذبحوها وأكلوها ، فأخذوا فصلبوا فأصبحوا ، فإذا عظامهم بادية ; قد أكل الناس لحومهم . وظهر على رجل يقتل الصبيان والنساء ويدفن رءوسهم وأطرافهم ويبيع لحومهم فقتل . وكانت الأعراب يقدمون بالطعام يبيعونه في ظاهر البلد ، لا يتجاسرون يدخلون ; لئلا يخطف وينهب منهم ، وكان لا يجسر أحد أن يدفن ميته نهارا ، وإنما يدفنه ليلا خفية ; لئلا ينبش فيؤكل . واحتاج صاحب مصر حتى باع أشياء من نفائس ما عنده ; من ذلك أحد عشر ألف درع وعشرون ألف سيف محلى ، وثمانون ألف قطعة بلور كبار ، وخمسة وسبعون ألف قطعة من الديباج القديم ، وبيعت ثياب النساء والرجال وسجف المهود بأرخص الأثمان ، وكذلك الأملاك وغيرها ، وقد كان بعض هذه النفائس الخليفية مما نهب من بغداد في أيام البساسيري .) اللهم ارفع البلاء عن عبادك المستضعفين
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد