السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صبحتم بالخير من رب رحيم ، وجعل جمعتكم مباركة مقبولة ، وجعلنا وإياكم ممن عرف قدر الوقت وشرف الزمان فاستغل جمعته على الوجه الأمثل .
للعلم حق ولأهله فضل وقد خلق لله تعالى الخلق وصفة النقص لازمة فيهم ، ومهما بلغ الإنسان من العلم فهو كما حكى الله تعالى عنه ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ، ولذلك تجد تفاوت من أعطاهم الله تعالى ميراث الأنبياء ( وأعني بهم العلماء ) -رحم الله الأموات ووفق الأحياء ونفعنا الله بعلمهم .
نحن أمة الإسلام يسوسنا العلماء كما كانت الأنبياء تسوس بني إسرائيل ، ولكن مراتب العلماء ولا شك تتفاوت وتختلف بدأ من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وحتى آخر الزمان ، ولذلك تجد خلافا فيما أفتى به العلماء في مسائل من العلم قال الشنقيطي رحمه الله : ( قال أبو حكيم : هو محمد الأمين ب محمد المختار الشنقيطي ، صاحب أضواء البيان في تفسير القرآن -رحمه الله وأنار له قبره ونفعنا بعلمه- ) ( المقصود بيان أن الأئمة لا يخلو أحد منهم من أن يؤخذ عليه شيء خالف فيه سنة ، وأنهم لم يخالفوها إلا لشيء سوّغ لهم ذلك ، وعند المناقشة الدقيقة قد يظهر أن الحق قد يكون معهم ، وقد يكون الأمر بخلاف ذلك ، وعلى كل حال فهم مأجورون معذورون ) ، قال ابن المبارك – رحمه الله – : ولقد أخبرني المعتمر بن سليمان قال : رآني أبي وأنا أنشد الشعر فقال : يا بني لا تنشد الشعر ، فقلت : يا أبت كان الحسن ينشد الشعر ، وكان ابن سيرين ينشد . فقال يا بني : إن أخذت بشر ما في الحسن وبشر ما في ابن سيرين اجتمع فيك الشر كله . ( قال أبو حكيم : قوله الحسن : أي البصري رحمه الله ) ، قال شيخ الإسلام – يعني ابن تيمية –رحمه الله – : ( وهذا الذي ذكره ابن المبارك متفق عليه بين العلماء ، فإنه ما من أحد من أعيان الأئمة السابقين الأولين ومن بعدهم إلا وله أقوال وأفعال خفي عليهم فيها السنة . قلت ( القائل المؤلف وسيأتي بعد إن شاء الله ) : وقد قاله أبو عمر بن عبدالبر في أول استذكاره .