من مختارات أبي حكيم في الجمعة الثالثة والأربعين بعد المائة (143 ) في تعداد الجمع ، وهي الحادية والأربعين ( 41 ) من عام 1436 هـ وتوافق ( 1436/10 /22 هـ ) بحسب الرؤية والتقويم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته( اللهم قنا شر المفسدين اللهم إنا نجعلك في نحر من تجرأ على تدمير بيوت يذكر فيها اسمك اللهم اكفناهم بما شئت .
أيها الكرام الأماجد لو سألت كثيرا من شبابنا اللطفاء اليوم عن (البرتغال) لكانت الصورة الذهنية المتكونة في ذهنه هي (كرستيانو رونالدو لا عب الكرة الأشهر اليوم ، أو كما يحلو لبعضهم أن يسميه رفعة لشأنه (الدَّون ) ولربما أراك موقعها على الخريطة وهذا مبلغه من العلم !! .
فقد شغلت الكرة ذهن كثير من شبابنا عن المعرفة المفيدة الموسوعية الحقة ، ف (البرتغال) يا سادة : تقع في جنوب غرب أوربا ( مثل جزيرتنا العربية بالنسبة لآسيا ) ويزعمون أنها أقصى دولة أوربية باتجاه الغرب ( ولا أدري كيف غفلوا عن بريطانيا إلا أن يكونوا جعلوها شمالا مع أنها في الشمال الغربي من أوربا وتقع مقابل الساحل الغربي لها ؟ّ! ) .
(البرتغال) جزء من الجزيرة الأيبيرية ( المكونة من أسبانيا البرتغال ) وحدوها فقط مع ( بحر الظلمات ) ( المحيط الأطلسي ) من الغرب والجنوب وأسبانيا من الشمال والشرق . مع أرخبيل من الجزر في المحيط .
للبرتغال مع الإسلام من بعد القرن الخامس عشر جولات وهاكم بعض تاريخها : مستقى من مواقع إلكترونية ومختصرها : (1415–1542م) في القرنيين الخامس عشر والسادس عشر ، قادت البرتغال استكشاف العالم وبدأ عصر الاستكشاف.
في سنة ( 1415م) ، غزت البرتغال أولى مستعمراتها وراء البحار مدينة ( سبتة المغربية ) ( وبالمناسبة كانوا يطلقون على حربهم اسم حرب الاسترداد ) . كانت ( سبتة ) أكبر مركز تجاري إسلامي مزدهر في شمال أفريقيا.
( قال أبوحكيم : ولا تزال (سبتة ومليلة في الأراضي المغربية مطلة على مضيق جبل طارق ) تحت نير الاستعباد الأسباني ومن العجيب تنبه هؤلاء الأعاجم لمصالحهم واتفاقهم علينا ، حيث تخلت أسبانيا عن المطالبة بالإشراف على جبل طارق وتركته للبريطانيين حتى لا تفتح على نفسها بابا لمطالبة المغرب بالمدينتين المحتلتين إلى اليوم ) .
سعت الاكتشافات البرتغالية: لاكتشاف طرق التجارة الرئيسة في المحيط الهندي وذلك في طريقهم إلى الهندوتوابلها، والتي كانت أوروبا تهيم بها دوماً ؛ خلال القرن الخامس عشر أبحر المستكشفون البرتغاليون على طول ساحل أفريقيا ، وأقاموا مراكز تجارية لأنواع عديدة من السلع القابلة للتداول في ذلك الوقت ، بدء من ( الذهبوليست النهاية بتجارة العبيد ) فأطلق على الساحل المحيط بخليج (بنين )، في خليج (غينيا) بغربي أفريقيا ( اسم ساحل العبيد ) إذ كان المصدر الرئيس للرقيق من القرن 16 إلى القرن 18م ).
عمدت معاهدة (تورديسيلاس ) إلى حل النزاع الذي حصل بعد عودة (كريستوفر كولومبوس ( قال أبو حكيم : هو إيطالي من جنوه ولكنه خدم تحت علم ملك البرتغاليين ويذكرون أنه مستكشف أمريكا – كما زعموا- وراجع إن شئت كتابا بعنوان : معذرة كولموبوس لست أول من اكتشف أمريكا لهاينكه زودهوف ، طبعته العبيكان).
وقعت المعاهدة في ( 7 يونيو 1494م ) والتي قسمت العالم خارج ( أوروبا ) في احتكار ثنائي حصري بين البرتغاليين والأسبان على طول خط الطول بين الشمال والجنوب (370 فرسخا) أو( 970 ميلا ) (1,560 كم) غربي جزر الرأس الأخضر . ( قال أبو حكيم: وجزر الرأس الأخضر تقع مقابل السنغال إلى الغرب منها في المحيط الأطلسي “500 كلم” تقريبا عن البر الأفريقي ، وهذه المعاهدة ليست آخر معاهداتهم في تقسيم الأرض بينهم ، ولعل من أشأمها معاهدة سايس بيكو ) .
في سنة (1498م)، وصل ( فاسكو دي جاما بعد أن أتم استكشاف الطرق البحرية التي بدأها البحار البرتغالي بارتولوميو دياز في عام 1487 م حيث وصل إلى نهر السمك أو ما يسمى جنوب أفريقيا وتأكد أن الطريق يبدأ بالالتفاف والصعود) فأكمل فاسكو دي جاما الطريق ووصل أخيراً إلى الهند بمعاونة الملاح المسلم (أحمد بن ماجد بن محمد السيباوي (821 هـ – 906 هـ) ) الشهير بابن ماجد ، حيث قام بمساعدة (فاسكو دي جاما) لاكتشاف الطريق الجديد الموصل إلى الهند عن طريق رأس الرجاء الصالح ( وسمي بذلك تيمنا وإلا هو ممرات قاتلة لكثير من السفن ولكن بقدر الله وبمساعدة هذا الملاح الخبير تمكن البرتغالي ( المجرم ) من سلوك ممرات آمنة ليدخل في المحيط الهندي ويصل للهند ولعلكم تذكرون لما تكلمنا عن (رحلة في أرض قديمة في المختارة ( 134 ) طرفا من أخبارهم وإجرامهم في سواحل الهند وبالأخص ساحل ( مالا بار ) وهلك فاسكودي جاما في كاليكوت في الهند عام 1524م .
وفي سنة (1500م) اكتشف (بيدرو ألفاريز كابرال ) (البرازيل ) لصالح البرتغال.( قال أبو حكيم : كابرال مجرم آخر ، تطرقنا لذكره سابقا ، وتعتبر البرازيل من أكبر مستعمراتهم وبفقدها فقدت البرتغال كثيرا من زخمها وتأثيرها ) .
حددت معاهدة (سرقسطة الموقعة في 22 أبريل 1529 م ) بين البرتغال وإسبانيا خط ترسيم الحدود المنصوص عليها في معاهدة ( تورديسيلاس ) . فأعطى (جزر الملوك) إلى البرتغال ( قال أبو حكيم هي جزر مولوكو في جنوب شرق آسيا تابعة لاندونيسيا اليوم ومن أراد التوسع في معرفتها وتاريخها وما حيك ويحاك ضدها إلى اليوم فعليه بشريط لخطبة أو محاضرة بنفس الاسم للشيخ محمد بن سليمان الهبدان حفظه الله – ولهولندا دور كبير في مصابها لأنها كانت محتلة من قبلهم ولهم فيها فظائع كإخوتهم البرتغاليين والأسبانيين ولا ننس الإنجليز الداء الدوي والدويهية الصفراء) و( الفلبين ) لإسبانيا. ساهمت كل تلك الحقائق في جعل البرتغال قوة كبرى في العالم من الناحية الاقتصادية والعسكرية والسياسية من القرن الخامس عشر إلى بداية القرن السادس عشر.
أيها الفضلاء (( ألفونسو دي ألبوكيرك أو أفونسو دلبوكيرك )) ثاني نائب لملك البرتغال في الهند ، جمع أعماله ابنه ( غير الشرعي !!! ) ( براز دلبوكيرك ) حيث جمع وثائقه من أرشيف لشبونة والمصادر الأرشيفية الملكية البرتغالية وترجمه للإنجليزية عن البرتغالية ( والتردي جراي بيرش ) ومنه نقله الدكتور : (عبدالرحمن بن عبدالله الشيخ ) للعربية ، بمسى ( السجل الكامل لأعمال أفونسو دلبوكيرك ) وطبعه المجمع الثقافي في أبو ظبي عام ( 1420 هـ – 2000 م ) (أربعة أجزاء في مجلدين 859 صفحة مع الفهارس ) ،. وفيه أعمال هذا القائد البحري الفظيعة و جرائمه وقتله للمسلمين والتمثيل بهم ، تحت ذريعة حرب الاسترداد ، ومن يقرأ الكتاب يلزمه الكثير من قوة القلب مع الإيمان المطلق بأن هذا قدر من الله ، أراد الله به الابتلاء لينظر كيف نصنع ، فهل يا ترى يعي شبابنا من هذا شيئا ؟ .
ودورة التاريخ لا تنتهي إلا بخراب العالم وقيام الساعة .
ومن حوى التاريخ في صدره … أضاف أعمارا إلى عمره
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .