الجمعة الثالثة والعشرين / الرابع عشر من جمادي الثاني لعام 1436هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة الخامسة والعشرين بعد المائة (125) في تعداد الجمع ، والجمعة الثالثة و العشرين (23 ) من عام 1436 هـ وتوافق ( 14 / 6/ 1436 هـ ) بحسب التقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

في يوم الاثنين وتاريخه نفس تاريخ اليوم ( الرابع عشر من شهر محرم من عام ( 1426 هـ ) ) ،  اهداني الأستاذ : إبراهيم بن صالح العريني ( مشرف النشاط بمكتب التعليم بالبدائع – سابقا – ) جزي الخير ، كتابا لطيفا  من طريق مؤلفته – جزيت الخير أينما أممت – وهي الأخت : ( هيفاء بنت عبدالله الرشيد ) ،  وأسمته ( الوصية ببعض السنن شبه المنسية ) قدم لهذا السِفر شيخنا الشيخ : ( عبدالعزيز بن محمد السدحان ) – حفظه الله ونفع به –  . جاء هذا الكتاب في ( 288 صفحة ) بالفهارس من القطع العادي ، وبين يدي الطبعة الثانية ( 1426 هـ ) ، بدون دار نشر .

جاء في الكتاب : مائة واثنتان ( 102 ) من السنن شبه المنسية في أبواب بلغت  : ثمانية عشر ( 18 ) بابا تتعلق  ب : ( الطهارة والجنابة والسواك والأذان والصلاة والنوافل والمسافر  والجمعة والقرآن والحج والعمرة والسلام والاستئذان والنوم والطب  والطعام واللبن  والعطاس  وبعض الأذكار المهجورة وجامع من السنن المهجورة في الآداب والمعاملات وغيرهما  )  .

قالت المؤلفة في المقدمة : ( إني لم أقصد الاستيعاب في هذه الرسالة ، فهناك سنن كثيرة مما يشملها الشرط ، ولكن لو انتظرت حتى أستوعبها – ولن أستطيع ولو حاولت – لما كان لهذه الرسالة أن ترى النور … ) .

وقالت : ( قد يرى القارئ أن ثمة أشياء لم تكن مجهولة لدى البعض ، بل ربما كانوا يفعلونها ، ولكن ربما كان فعل البعض لها من قبيل العادة فحسب ، مع الغفلة عن نية الاقتداء …) .

وإليك أخي الكريم أنموذجا مما كتبت عن بعض الصيغ الواردة في الحمد والتشميت للعاطس :

جاء في ص ( 233 ) من الكتاب :

( وقد ورد في تعليم النبي – صلى الله عليه وسلم – لأمته من الدعاء والذكر عند العطاس ( من العاطس ومن حوله) ، من الصيغ والألفاظ ما قد علم الناس بعضه فقاموا به ، وجهلوا وتركوا بعضا منها ، فمن أصح وأشهر هذه الألفاظ للطرفين :

1 – ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ” إذا عطس أحدكم فليقل : الحمدُلله . وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله . فإذا قال : يرحمك الله . فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم .

وقد روى هذا الحديث أبو داود – رحمه الله – ولكن بزيادة : ( إذا عطس أحدكم فليقل :  الحمد الله على كل حال … الحديث ) وصححه بهذه الزيادة النووي – رحمه الله – في الأذكار ، وحكم عليها الألباني – رحمه الله – بالشذوذ في هذا الحديث ، وهي صحيحة في غير هذه الرواية ، كما في إرواء الغليل .

2 ـ ما أخرجه مالك – رحمه الله – في الموطأ موقوفا : عن نافع – رحمه الله –  أن عبدالله بن عمر –  رضي الله عنهما –  كان إذا عطس فقيل له : يرحمك الله . قال : يرحمنا الله وإياكم ويغفر لنا ولكم ) . وسنده صحيح .

3 . وعن نافع – رحمه الله –  أن رجلا عطس بجنب ابن عمر  – رضي الله عنهما – فقال : الحمد الله والسلام على رسول الله . قال ابن عمر – رضي الله عنهما – : وأنا أقول : الحمد الله والسلام على رسول الله ، وليس هكذا علمنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – علمنا أن نقول : ( الحمد الله على كل حال ) .

أخرجه الترمذي – رحمه الله –  وقال : ” هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زياد بن الربيع – رحمه الله –   ، قال الألباني – رحمه الله –  : وهو ثقة من رجال البخاري – رحمه الله –  وبقية الرجال ثقات فالإسناد صحيح ” . (إرواء الغليل ) .

4 . وأخرج البخاري – رحمه الله – في الأدب المفرد عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال : ” إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد الله رب العالمين ، وليقل من يرد : يرحمك الله ، وليقل هو : يغفر الله لي ولكم ) .

والحاصل من هذا ما يلي :

العاطس يقول : ” الحمدلله ” أو ” الحمدلله على كل حال ” ، وهذا الثابت عن سول الله – صلى الله عليه وسلم – .  ” والحمدلله رب العالمين ” عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – من قوله موقوفا عليه .

المشمت يقول : ( يرحمك الله ) ، وهذا الأكثر وهو الثابت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – . ( وعافنا الله وإياكم من النار ، يرحمك الله ) موقوفا عن ابن عباس – رضي الله عنهما –في صحيح الأدب المفرد وصححه الحافظ في الفتح .

ثم العاطس يقول هذه العبارات  : ( يهديكم الله ويصلح بالكم )  أو ( يغفر الله لنا ولكم ) أو ( يرحمنا الله وإياكم ) .

والثابت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الأولى ، والباقي موقوف على الصحابة – رضي الله عنهم –والموقوف على الصحابة لعلهم فعلوها أحيانا ، وإلا فالسنة الثابتة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هي الأولى  .

  والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

اترك تعليقاً