الجمعة الثامنة / الرابع والعشرين من صفر 1435هـ

من مختارات أبي حكيم في الجمعة التاسعة والخمسين ( 59 ) في تعداد الجمع والجمعة الثامنة ( 8 ) من عام 1435 هـ وتوافق ( 1435 – 2 – 24 ) بحسب التقويم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته    

أيها الفضلاء يوم الفرقان وما أدراك ما يوم الفرقان إنه ( يوم بدر )  وكفى من انتسب إليه حيازته سبقا لا يلحق ، ومن فضل الله ونعمة علينا أننا امتداد لأولئك النفر الذين شاركوا فيها فاللهم اجعلنا على الصراط وألحقنا بهم لحبنا إياهم ولما نلحق بهم في العمل  .

قال لهم صلى الله عليه وسلم بعد ست سنوات من هذه الغزوة وفي فتح مكة لما حصل من الصحابي الجليل (حاطب بن أبي بلتعة ) – رضي الله – عنه ما حصل : ( وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم ، فبكى عمر وقال : الله ورسوله أعلم ) في ألفاظ عند البخاري ومسلم رحمهما الله . وكنت في مختارة سابقة تكلمت عمن شهد بدرا رضي الله عنهم واليوم مع المعركة ذاتها

الدكتور مصطفى حسن البدوي  غاص في بحر هذه الغزوة وأخرج لنا هذا الدر المكنون من تاريخ هذه الغزوة مربوطا بواقع وجغرافية هذا الزمان ، ومدعوما بصور وخرائط حديثة وصور جوية للمواقع والوديان مع المسميات القائمة الآن وموقع القرى والمدن حاليا  فكان كتاب : ( يوم الفرقان أسرار غزوة بدر )  من طباعة دار المنهاج في جدة وبين يدي الطبعة الأولى عام ( 1430 هـ ) وتقع في ( 319 ) صفحة من القطع الكبير بطباعة فاخرة ملونة .

وإليكم شاهدا من هذه المعركة التي هي من أعظم أيام الله الفارقة  في الصراع بين الحق والباطل من نزول آدم عليه الصلاة والسلام  إلى الأرض إلى قيام الساعة وكيف لا ؟!  وقائدها رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم .

المنزل الأخير :

أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمشورة الحباب بن المنذر رضي الله عنه ، فنهض ومن معه من الناس وسار حتى أتى أدنى ماء من القوم ( قال أبو حكيم : قريش )  ونزل عليه  ، ثم أمر بالقلب فغورت  ، وبنى حوضا على القليب الذي نزل عليه فمليء ماء ، ثم قذفوا فيه الأواني  ، وقال سعد بن معاذ رضي الله عنه سيد الأنصار : يا نبي الله ألا نبني لك عريشا تكون فيه ، ونعد عندك ركائبك ، ثم نلقى عدونا فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا ،كان ذلك ما أحببنا ،وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا ،فقد تخلف عنك أقوم يا نبي الله ما نحن بأشد حبا لك منهم ولو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك ، يمنعك الله بهم ، يناصحونك ويجاهدون معك . فأثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ودعا له بخير ، وفي رواية الواقدي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أو يقضي الله خيرا من ذلك يا سعد ) .

قال أبو حكيم : هذا هو والله الحب فداك روحي وولدي ووالدي يا رسول الله صلى الله عليك وسلم .

 والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

اترك تعليقاً